وإذا كان عبد الملك بن مروان- وهو من هو- قد أجاب حينما سئل عن إسراع الشيب إلى رأسه فقال: شيبتني مواقف الخطابة وتوقع اللحن، فإن توقع اللحن من كُتَّاب الصحافة ومذيعي الأخبار ليس بالأمر الغريب أو العجيب.
وإذا كانت الصحة اللغوية مطلبًا عسرًا حتى على المتخصصين، فلابد أن نقدر مدى صعوبتها على غير المتخصصين، سواء كانوا من كتاب المقالات، أو قارئي النشرات، أومذيعي الربط، أو مقدمي البرامج. ولهذا رأيت من واجبي أن آخذ بيد هؤلاء جميعًا، وأن أقدم لهم العون والمساعدة، وأن أضع أمامهم بعض الهفوات التي قد لا يتنبهون إليها، ولا يفطنون إلى وقوعها منهم.
وما أظن أن أحدًا على وجه الأرض يمكن أن يدَّعِيَ لنفسه العصمة من الخطأ اللغوي، وبخاصة إذا لم يأخذ فرصته من المراجعة والتدقيق والضبط بالشكل. وأمامنا الأمثلة الكثيرة من كبار الأدباء والمثقفين والمتحدثين وقدامى المذيعين الذين لم ينج أحد منهم من الوقوع في الخطأ. ومازلت أذكر للمرحوم الأستاذ عباس العقاد خطأ وقع فيه في أحد أحاديثه الإذاعية، حين قال: وجاء القرن التاسعُ عشر، مع أن كتب النحو تنص على أن الوصف من العدد المركب يبنى على فتح الجزأين.
وفي حديثه الديني صباح الأحد ٢٥/ ١١/ ٩٠ قال الشيخ جاد الحق على جاد الحق شيخ الجامع الأزهر: ومجالس الغَيْبة والنميمة، بفتح الغين وسكون الياء، وصحتها: الغِيبة بكسر الغين ومد الياء. وفي حديث آخر له بتاريخ ٩/١/٩٠ قال شيخ الأزهر: من صفاتٍ ومهامٍّ، مع أن كلمة مهام ممنوعة من الصرف.