والآيات التي يُشار فيها إلى هذا البرهان على البعث كثيرة كقوله تعالى:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى}[فصلت: / ٣٩] ومن هذا قوله جل وعلا: {حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى}[الأعراف / ٥٧] أي: من قبورهم أحياء كما أخرجنا النبات، وقال جل وعلا: {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (٩) وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (١٠) رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَينَا بِهِ بَلْدَةً مَيتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ (١١)} [ق / ٩ - ١١] كذلك خروجكم من قبوركم أحياء بعد الموت كما أحيينا الأرض بالنبات بعد الموت، وقال جل وعلا: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (١٧) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (١٨) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (١٩)} [الروم / ١٧ - ١٩] أي: من قبوركم أحياء بعد الموت، وقال تعالى: {فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ (٥٠)} [الروم / ٥٠] والآيات القرآنية في هذا كثيرة جدًّا في كتاب الله والقصد التمثيل.
أما البرهان الرابع على البعث الذي لم يذكر في هذه الآية -الذي بيّنا أنَّه تكرر في سورة البقرة خمس مرات- فهو: ما جاء في القصص الثابتة في القرآن من أن الله أحيا بعض الأموات في دار الدُّنيا والنّاس ينظرون؛ لأنَّ من أحيا نفسًا واحدة بعد أن ماتت فهو قادر على إحياء جميع الأنفس لاستوائها {مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إلا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ}[لقمان: ٢٨] من ذلك من المواضع الخمسة قوله في سورة البقرة: {وَإِذْ