قُلْتُمْ يَامُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (٥٥) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٥٦)} [البقرة / ٥٥ - ٥٦] فمن بعث هؤلاء بعد موتهم كما صرح به في المحكم المنزل قادر على بعث كل إنسان بعد الموت.
الموضع الثَّاني: من المواضع الخمسة: قوله في قتيل بني إسرائيل لما ضربوه ببعض البقرة: {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٧٣)} [البقرة / ٧٣] كما أحيا هذا الميت وبني إسرائيل ينظرون حتَّى وقف وأوداجه تشخب دمًا وقال: "قتلني فلان" -وهم ينظرون- من أحيا هذا الميت فهو قادر على إحياء جميع الموتى كما أشار له الله بقوله:{فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى} كما أحيا هذا القتيل وهم ينظرون كذلك يحيى الموتى.
الموضع الثالث: من هذه المواضع: الألوف الذين خرجوا خوفًا
من الطاعون فأماتهم الله جميعًا ثم أحياهم، المذكورون في قوله:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَال لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ}[البقرة / ٢٤٣].
الموضع الرابع: عزير وحماره؛ لأنَّه مكث مائة سنة ميتًا وحماره متمزق العظام، ثم كان ما قصّه الله في قوله:{أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاويَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَال أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَال كَمْ لَبِثْتَ قَال لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَال بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيفَ نُنْشِرهَا}. وفي قراءة