وأنا أضرب لكم بعض الأمثال في أنه ينتفع بالأمور الدنيوية ولو كان إنتاجها من الكفرة الفجرة الخنازير أبناء الخنازير، نضرب لكم ثلاثة أمثلة من هذا نضرب المثل بها دائمًا: منها: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما حاصره الأحزاب ذلك الحصار العسكري التاريخي العظيم المذكور في قوله: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (١٠) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (١١)} [الأحزاب: ١٠ - ١١] قال سلمان: كنا إذا خفنا خندقنا (١). هذه مثلًا خطة عسكرية، الأذهان التي أنتجتها من الدنيا أذهان كفرة فجرة مجوس يسجدون للنار، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - لم يقل: هذه خطة عسكرية نجسة؛ لأن أصلها من الكفار، وقد اخترعها المجوس! ! لا، أخذ الخطة الدنيوية من الكافر وهو مرضٍ ربه، محافظ على آداب السماء والآداب الروحية.
ومن أمثلة هذا: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما تكالبت عليه قوى الشر، واضطر إلى الخروج من وطنه، ودخل هو وصاحبه في الغار كما نص الله في سورة براءة:{ثَانِيَ اثْنَينِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ}[التوبة: ٤٠] وجميع الدنيا حرب عليه، والطريق تُبث فيها العيون والرصد، وجد خبيرًا كافرًا واسمه: عبد الله بن الأُريقط الدؤلي، كافر يسجد للصنم إلا أنه عنده خبرة دنيوية، فهو يعرف الطرق، ويحاشي الطرق المعهودة، ويأتي به