للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصحيح من واحدة من ثلاث حالات:

الأولى: أن يكونوا خُلقوا من غير خالق خلقهم أصلًا.

الثانية: أن يكونوا خلَقُوا أنفسهم.

الثالثة: أن يكون لهم خالق غير أنفسهم هو ربهم ومعبودهم الواحد جل وعلا.

وإذا رجعنا إلى هذه الأقسام الثلاثة -التي انحصرت فيها الأوصاف بالسبر- وجدنا الأولين منها باطلين بطلانًا ضروريًا لا يحتاج إلى دليل، فتعين صحة القسم الثالث وهو أنهم خلقهم خالق هو ربهم ومعبودهم.

فدلالة هذا السبر والتقسيم على عبادة الله وحده قطعية، وقد عُرف في الآية القسم الصحيح من الأقسام لظهوره؛ ولأنه ذكر في آيات أخرى.

"وحذف ما يعلم جائز" (١).

المثال الثاني والثالث: هما المذكوران في سورة البقرة وسورة مريم، فإن الله -تعالى- أبطل في كل واحدة من السورتين الكريمتين المذكورتين مقالة كاذبة بهذا الدليل بعينه، وحذف في كلا الموضعين بعض الأقسام، وما حُذف في كل واحد منهما أُثبت في الآخر ليدل الثابت على المحذوف في كل الموضعين.


(١) من ألفية ابن مالك (ص ١٨) وهو جزء من بيت، وتمامه:
وحذف ما يعلم جائز كما ... تقول زيد بعد من عندكما

<<  <   >  >>