وتمام الخَبَر فى هذه الكُتُب: "فأسلاها وغزَّاها جلالةُ القاتل، وفخرها بأنَّ ابنها مَقْتُولُه، فنظرتُ إلى قاتل ولدِى الحكيم المالِك، فهانَ علىَّ القَتْلُ والمَقْتولُ؛ لجلالة القاتل". وهذا الابن الثانى "عقيل" كنيتُه أبو الحسن، وُلِد ليلةَ حادى عشر رمضان سنة إحدى وثمانين وأربعمائة. وكان فى غاية الحُسْن، وكان شابًّا فَهِمًا، ذا خَطٍّ حَسَن. تفقَّه على أبيه، وناظر فى الأصول والفُروع، وسمع الحديثَ الكثيرَ، وكان فقيهًا فاضلًا يفهم المعانى جيّدًا، ويقول الشِّعر، وكان يشهد مجلس الحكم، ويحضر المواكب. توفى يوم الثلاثاء منتصف محرم سنة عشر وخمسمائة، وقيل: يوم الجمعة ثانى عشر ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة وخمسمائة. أمَّا قَتْلُ على بن أبى طالب رضى الله عنه لعمرو بن عبد وُدّ، فقد كان يومَ الخَنْدق. وهذا الشعر الذى قيل فى رثائه يُنْسَب أيضًا إلى ابنته عَمْرة، وإلى امرأة من بنى عامر بن لؤىّ. انظر ثمار القلوب ص ٤٩٦، ومجمع الأمثال ١/ ٩٨، واللسان (بيض). ويروى: "مَن لا يُعاب به".