للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشَّادِي المبتديء، أمَّا أهل العلم وخاصَّتُه فهم أقْدرُ مني على ذلك وأبْصَرُ.

ثم إني أريد أيضًا أن أؤكد على أن المكتبة العربية كتابٌ واحد، وأن العلوم يحتاج بعضها إلى بعض، وأنه لا يُغْنِي كتابٌ عن كتاب:

معلومٌ أن تراجم الصحابة تُلْتَمَس من كُتُبها: الطبقات الكبرى لابن سعد، والاستيعاب لابن عبد البرّ، وأسد الغابة لعز الدين بن الأثير، والإصابة لابن حَجَر. ولكنك إذا أردت ترجمة صحابيٍّ على نحوٍ كاملٍ مُسْتَوْعِب، فلابدّ لك من النظر في كُتُبٍ أخرى، منها دواوين السُّنَّة: صِحاحُها ومسانيدها، فقد أفرد أصحابُ السُّنَن في دواوينهم كُتُبًا وأبوابًا تُسمّى: المناقب أو الفضائل، ويسميها الحاكم النيسابوري في المُسْتَدْرَك: معرفة الصحابة. ولا غنى لك أيضًا عن النظر في كتاب هَدْي السَّاري مقدمة فتح الباري، فقد أفرد فيه ابن حجر مكانًا ضخمًا لتراجم الصحابة والتابعين، ولا تقل إنه سيُكرِّر في كتابه هذا ما ذكره في كتبه الأخرى، مثل الإصابة وتهذيب التهذيب، لا تقل هذا؛ لأنَّ في كلِّ كتاب من الفوائد ما ليس في الآخر (١).

ومن باب التماس التراجم من غير مَظَانِّها: ما تراه من تراجم اللغويين والنحاة الأوائل في مقدمة معجم تهذيب اللغة للأزهريّ، وفي كتاب المزهر في علوم اللغة للسُّيوطي، وما نثره العلَّامة عبد القادر بن عمر البغدادي في موسوعاته الكبرى: خزانة الأدب، وشرح أبيات مغني اللبيب، وحاشيته على شرح بانت سعاد لابن هشام، وشرحه على شواهد شرح التحفة الوَرْدية. وباب التراجم عند البغداديّ باب واسع جدًّا، لأن مكتبته كانت ضخمة جدًّا.

وقُلْ مثل هذا في كتاب المرتضى الزَّبيدي، الضخم "تاج العروس من جواهر القاموس" ففي هذا الكتاب أنسابٌ وتراجم كثيرة جدًّا، وبخاصة ما يتَّصل


(١) انظر على سبيل المثال ترجمة "عكرمة مولى ابن عباس" في تهذيب التهذيب ٧/ ٢٦٣، وفي هدى السَّاري ص ٤٢٥، وتأمّل الفرق بين مساق الترجمة في الكتابين.

<<  <  ج: ص:  >  >>