للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذِكْرُ صِفَةِ مَا كَانَتْ عَلَيْهِ زَمْزَمُ وَحُجْرُتُهَا وَحَوْضُهَا قَبْلَ أَنْ تُغَيَّرَ فِي خِلَافَةِ الْمُعْتَصِمِ بِاللهِ

وَذَلِكَ مِمَّا عَمِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيُّ فِي خِلَافَتِهِ وَذَرْعُ وَجْهِ حُجْرَةِ زَمْزَمَ الَّذِي فِيهِ بَابُهَا، وَهُوَ مِمَّا يَلِي الْمَسْعَى، اثْنَا عَشَرَ ذِرَاعًا وَتِسْعَ عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَذَرْعُ الشِّقِّ الَّذِي يَلِي الْمَقَامَ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَذَرْعُ الشِّقِّ الَّذِي يَلِي الْكَعْبَةَ تِسْعَةُ أَذْرُعٍ وَخَمْسَ عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَذَرْعُ الشِّقِّ الَّذِي يَلِي الْوَادِيَ وَالصَّفَا ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَثَلَاثُ أَصَابِعَ، وَذَرْعُ

⦗٧٨⦘

طُولِ حُجْرَةِ زَمْزَمَ مِنْ خَارِجٍ فِي السَّمَاءِ خَمْسَةُ أَذْرُعٍ، مِنْ ذَلِكَ الْحِجَارَةِ ذِرَاعَانِ وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا عَلَيْهَا الرُّخَامُ، وَالسَّاجُ ذِرَاعَانِ وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَيَدُورُ فِي وَسَطِ الْجِدَارِ فِيمَا مَضَى حَوْضٌ فِي جَوَانِبِ زَمْزَمَ كُلِّهَا، طُولُ الْحَوْضِ فِي السَّمَاءِ تِسْعَ عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَعَرْضُهُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَطُولُ الْجَدْرِ مِنْ دَاخِلٍ ذِرَاعَانِ، وَالْجَدْرُ دَاخِلُهُ وَخَارِجُهُ، وَبَطْنُ الْحَوْضِ وَجُدْرَانُهُ مُلَبَّسٌ رُخَامًا، وَعَرْضُ الْجَدْرِ ذِرَاعٌ وَأَرْبَعُ أَصَابِعَ، وَعَلَى الْجَدْرِ حُجْرَةُ سَاجٍ، مِنْ ذَلِكَ سَقْفٌ عَلَى الْحَوْضِ طُولُهُ فِي السَّمَاءِ عِشْرُونَ أُصْبُعًا، وَتَحْتَ السَّقْفِ سِتَّةٌ وَثَلَاثُونَ طَاقًا، كَانَتْ فِيمَا مَضَى يُؤْخَذُ مِنْهَا الْمَاءُ مِنَ الْحَوْضِ وَيُتَوَضَّأُ مِنْهَا، طُولُ كُلِّ طَاقٍ عِشْرُونَ أُصْبُعًا، وَعَرْضُهُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ أُصْبُعًا، مِنْهَا فِي الْوَجْهِ الَّذِي يَلِي الْمَقَامَ اثْنَتَا عَشْرَةَ، وَفِي الْوَجْهِ الَّذِي يَلِي الْوَادِيَ اثْنَا عَشَرَ طَاقًا، وَحُجْرَةُ السَّاجِ مُشَبَّكَةٌ، فَكَانَتْ كَذَلِكَ حَتَّى كَتَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْمُعْتَصِمُ بِاللهِ إِلَى عُمَرَ بْنِ فَرَجٍ الرُّخَجِيِّ فِي عَمَلِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَكَانَ مِمَّا عَمِلَ قُبَّةُ زَمْزَمَ، فَجَعَلَ عَلَيْهَا الْفُسَيْفِسَاءَ، وَعَمِلَهَا مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ الْعَمَلَ الَّذِي هِيَ عَلَيْهِ الْيَوْمَ، وَذَرْعُ سَعَةِ بَابِ حُجْرَةِ زَمْزَمَ فِي السَّمَاءِ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ، وَعَرْضُ الْبَابِ ذِرَاعَانِ، وَهُوَ سَاجٌ مُشَبَّكٌ، وَبَطْنُ حُجْرَةِ زَمْزَمَ مَفْرُوشٌ بِرُخَامٍ حَوْلَ الْبِئْرِ، وَمِنْ حَدِّ الْبِئْرِ إِلَى عَتَبَةِ بَابِ الْحُجْرَةِ أَرْبَعَةُ أَذْرُعٍ وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَذَرْعُ تَدْوِيرِ رَأْسِ الْبِئْرِ مِنْ خَارِجٍ خَمْسَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَتَدْوِيرُهَا مِنْ دَاخِلٍ اثْنَا عَشَرَ ذِرَاعًا وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَعَلَى الْحُجْرَةِ أَرْبَعُ أَسَاطِينَ سَاجٍ عَلَيْهَا مِلْبَنٌ سَاجٌ مُرَبَّعٌ، فِيهِ اثْنَتَا عَشْرَةَ بَكْرَةً يُسْقَى عَلَيْهَا الْمَاءُ، وَقَدْ كَانَ فِي حَدِّ مُؤَخَّرِ زَمْزَمَ الَّذِي يَلِي الْوَادِيَ كَنِيسَةُ سَاجٍ، يَكُونُ فِيهَا قَيِّمُ زَمْزَمَ، يُقَالُ إِنَّهَا مَجْلِسُ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَفَوْقَ الْمِلْبَنِ قُبَّةُ سَاجٍ، عَلَيْهَا قُبَّةٌ خَارِجُهَا أَخْضَرُ ثُمَّ غُيِّرَتْ بِفُسَيْفِسَاءَ، وَدَاخِلُهَا أَصْفَرُ، وَكَانَ فِي حَدِّ حُجْرَةِ زَمْزَمَ أُسْطُوَانَةُ سَاجٍ مُسْتَقْبِلَ الرُّكْنِ الَّذِي فِيهِ الْحَجَرُ

⦗٧٩⦘

الْأَسْوَدُ، فَوْقَهَا قُبَّةٌ مِنْ شَبَهٍ، يُسْرَجُ فِيهَا بِاللَّيْلِ لِأَهْلِ الطَّوَافِ، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ مِصْبَاحُ زَمْزَمَ، ثُمَّ نَحَّاهُ عُمَرُ بْنُ فَرَجٍ الرُّخَجِيُّ عَنْ زَمْزَمَ حِينَ غُيِّرَتْ وَبُنِيَتْ بِنَاءَهَا هَذَا الَّتِي بُنِيَ عَلَيْهَا الْآنَ، فَلَمَّا بَعَثَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْوَاثِقُ بِاللهِ بِعُمُدِ مَصَابِيحِ الشَّبَهِ، وَهِيَ أَحَدَ عَشَرَ عَمُودًا مِنْ شَبَهٍ، رُمِيَ بِذَلِكَ الْعَمُودِ الَّذِي كَانَ يُسْرَجُ عَلَيْهِ، وَأُخْرِجَ مِنَ الْمَسْجِدِ

<<  <  ج: ص:  >  >>