للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذِكْرُ عَمَلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مُوسَى فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَعِمَارَتِهِ إِيَّاهُ

وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مُوسَى بْنَ الْمَهْدِيِّ لَمَّا وَلِيَ الْخِلَافَةَ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، أَمَرَ بِعَمَلِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَأَسْرَعَ الْعُمَّالُ فِي عَمَلِهِ، وَبَنَوْا أَسَاطِينَهُ الْمُؤَخَّرَةَ بِحِجَارَةٍ، ثُمَّ طُلِيَتْ بِالْجَصِّ، وَإِنَّمَا

⦗١٧٥⦘

أَرَادُوا بِذَلِكَ رَوَاجَ الْعَمَلِ، وَعَمِلَ سَقْفَهُ الَّذِي يَلِي مُؤَخِّرَهِ عَمَلًا دُونَ عَمَلِ الْمَهْدِيِّ فِي الْإِحْكَامِ وَالْحُسْنِ، فَعَمَلُ الْمَهْدِيِّ مِنْ ذَلِكَ شِقُّ الْمَسْجِدِ الَّذِي يَلِي الْوَادِي مِنْ أَعْلَى الْمَسْجِدِ إِلَى مُنْتَهَى آخِرِ أَسَاطِينِ الرُّخَامِ، فَمِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ عُمِلَ فِي خِلَافَةِ مُوسَى بْنِ الْمَهْدِيِّ إِلَى الْمَنَارَةِ الشَّارِعَةِ عَلَى بَابِ أَجْيَادَ الْكَبِيرِ، ثُمَّ يَنْحَدِرُ فِي عَرْضِ الْمَسْجِدِ إِلَى بَابِ بَنِي جُمَحٍ، إِلَى مُنْتَهَى أَسَاطِينِ الرُّخَامِ مِنْ بَابِ بَنِي جُمَحٍ، إِلَى الْأَحْجَارِ النَّادِرَةِ مِنْ بَيْتِ الزَّيْتِ، حَتَّى وُصِلَ بِعَمَلِ أَبِي جَعْفَرٍ وَالْمَهْدِيِّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِي الزِّيَادَةِ الْأُولَى، لَمْ يُغَيَّرْ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، إِلَّا أُسْطُوَانَتَيْنِ كَانَتَا قَدْ عُمِّرَتَا، فَنُقِضَ سَقْفُ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مِنْ نَاحِيَةِ بَابِ الْحَنَّاطِينَ حَتَّى وَصَلَ إِلَيْهَا، فَهُدِمَ مَا فَوْقَهَا، ثُمَّ رُدَّتَا عَلَى حَالِهِمَا، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَكَانَ مَوْضِعُ الدَّارِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكٍ، بَيْنَ يَدَيْ بَابِ الْبَقَّالِينَ وَبَابِ الْحَنَّاطِينَ، لَاصِقَةٌ بِالْمَسْجِدِ، رَحْبَةٌ بَيْنَ يَدَيِ الْمَسْجِدِ، حَتَّى اسْتَقْطَعَهَا جَعْفَرُ بْنُ يَحْيَى فِي خِلَافَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونَ فَبَنَاهَا، فَلَمْ يُتِمَّ بِنَاءَهَا حَتَّى جَاءَ نَعْيُهُ مِنْ الْعِرَاقِ، ثُمَّ صَارَتْ بَعْدَ ذَلِكَ لِزُبَيْدَةَ

<<  <  ج: ص:  >  >>