قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ فِي حَدِيثِهِ هَذَا: وَأَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَرَضَ لِجُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَقْرِبَائِهِ أَرْبَعَةَ آلَافٍ أَرْبَعَةَ آلَافٍ
١٦١٠ - وَحَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: يُقَالُ: إِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَسَا أَصْحَابَهُ ثِيَابًا، فَسَأَلَهُ أَبُو الْعَبَّاسِ السَّائِبُ بْنُ فَرُّوخَ أَنْ يَكْسُوَهُ مَعَهُمْ فَأَبَى، فَأَنْشَأَ يَقُولُ:
⦗٣٣٤⦘
[البحر الطويل]
كَسَتْ أَسَدٌ إِخْوَانَهَا وَلَوَ انَّنِي ... بِبَلْدَةِ إِخْوَانِي إِذًا لَكُسِيتُ
فَلَمْ أَرَ قَوْمًا مِثْلَ قَوْمِي تَحَمَّلُوا ... إِلَى الشَّامِ مَظْلُومِينَ مُنْذُ بُرِيتُ
وَأَعْظَمَ أَحْلَامًا وَأَكْثَرَ نَائِلًا ... وَأَعْرَفَ بِالْمِسْكِينِ حَيْثُ يَبِيتُ
إِذَا مَاتَ مِنْهُمْ رَيِّسٌ قَامَ رَيِّسٌ ... بَصِيرٌ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ زَمِيتُ
قَالَ: ثُمَّ قَدِمَ الشَّامَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ: أَنْتَ الْقَائِلُ:
كَسَتْ أَسَدٌ إِخْوَانَهَا وَلَوَ انَّنِي بِبَلْدَةِ إِخْوَانِي إِذًا لَكُسِيتُ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: فَقَالَ: هَاتُوا الثِّيَابَ وَاطْرَحُوا عَلَيْهِ فَطُرِحَ عَلَيْهِ مِنَ الثِّيَابِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْخَزِّ حَتَّى صَاحَ: الْمَوْتَ، أَخْشَى أَنْ أَمُوتَ مِنَ الْغَمِّ قَالَ: فَقَالَ لَهُ: لَوْ لَمْ تَقُلْ هَذَا مَا زِلْنَا نَطْرَحُهَا عَلَيْكَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute