٢٢٧٢ - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الطَّائِيُّ أَبُو عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سُئِلَ الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ رَجُلٍ، أَرْسَلَ كَلْبَهُ فِي الْحِلِّ عَلَى صَيْدٍ فَأَدْخَلَهُ الْحَرَمَ، ثُمَّ أَخْرَجَهُ مِنَ الْحَرَمِ فَقَتَلَهُ، فَقَالَ: لَا أَدْرِي مَا الْقَوْلُ فِيهَا فَقَالَ لَهُ السَّائِبُ: يَا أَبَا عَمْرٍو لَوْ رَدَدْتَنِي فِيهَا شَهْرًا لَمْ أَسْأَلْ عَنْهَا أَحَدًا غَيْرَكَ قَالَ: فَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: " لَا يُؤْكَلُ الصَّيْدُ وَلَيْسَ عَلَى صَاحِبِهِ جَزَاءٌ " قَالَ أَبِي: فَحَجَجْتُ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ فَلَقِيتُ ابْنَ جُرَيْجٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا، فَحَدَّثَنِي عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِمِثْلِ مَا قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ وَقَدْ قَالَ شَاعِرٌ مِنَ الْعَرَبِ يَذْكُرُ فَخْرَ قَوْمِهِ وَيُذْكَرُ أَمْنَ جَارِهِمْ فِيهِمْ وَيُمَثِّلُ ذَلِكَ بِحَمَامِ مَكَّةَ فِي الْأَمْنِ فَقَالَ:
[البحر الطويل]
⦗٣٨٩⦘
يَرَى الْجَارُ فِيهِمْ أَمْنًا مِنْ عَدُوِّهِ ... كَمَا أَمِنَتْ عِنْدَ الْحَطِيمِ حَمَامُهَا
وَقَالَ رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ السَّعْدِيُّ فِي حَمَامِ مَكَّةَ:
[البحر الرجز]
وَرَبِّ هَذَا الْبَلَدِ الْمُحَرَّمِ ... وَالْقَاطِنَاتِ الْبَيْتِ غَيْرِ الرُّزَّمِ
أَوَالِفًا مَكَّةَ مِنْ وُرْقِ الْحِمَى
يُرِيدُ بِالْوُرْقِ: الْحَمَامَ الَّتِي تُشْبِهُ لَوْنَ الرَّمَادِ وَقَالَ شَاعِرٌ أَيْضًا يَذْكُرُ حَمَامَ مَكَّةَ:
وَلَوْ زُرْتُ بَيْتَ اللهِ ثُمَّ لَقِيتُهَا ... بِأَبْوَابِهِ حَيْثُ اسْتَجَارَتْ حَمَامُهَا
لَمَسَّتْ ثِيَابِي إِنْ قَدِرْتُ ثِيَابَهَا ... وَلَنْ يَنْهَنِي عَنْ مَسِّهِنَّ حَرَامُهَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute