٢٥٧ - حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ مُحَمَّدَ بْنَ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبِ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ: ثنا الزَّنْجِيُّ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: " كُنْتُ وَاقِفًا فِي الْمُلْتَزَمِ فَإِذَا شَيْخٌ مُسِنٌ يَدْعُو اللهَ تَعَالَى بِأَسْمَاءٍ مِنْ أَسَامِيهِ الْعِظَامِ، فَقُلْتُ: إِنَّ لَهُ عِلْمًا، وَيَقُولُ فِي بَعْضِ دُعَائِهِ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَمَا أُرَاكَ تَغْفِرُ لِي، فَلَمَّا كَثُرَ ذَلِكَ عَلَيَّ مِنْهُ، اسْتَسْمَعْتُ لَهُ، وَعَلِمْتُ أَنَّ لَهَ عِلْمًا، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ قَدْ خَرَجَ حَتَّى أَتَى الرُّكْنَ الشَّامِيَّ وَهُوَ أَكْثَرُ مَجَالِسِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَتَقَدَّمْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ: يَا شَيْخُ، لَقَدْ دَعَوْتَ فَأَحْسَنْتَ، وَذَكَرْتَ مِنْ أَسْمَاءِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَسْمَاءً عَلِمْتُ مِنْهَا أَنَّهُ لَا يَعْرِفُهَا إِلَّا عَالِمٌ، فَقَالَ لِي: وَمَا تَحْتَاجُ أَنْ تَسْأَلَنِي عَنْ ذَلِكَ؟ قُلْتُ: بَلَى، أَشْتَهِي أَنْ أَعْرِفَ الذَّنْبَ الَّذِي أَتَيْتَ تَعَاظَمُ أَنْ يُغْفَرَ لَكَ، وَإِنِّي لَأَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكَ، فَقَالَ لِي: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ الشَّامِيُّ، طَلَبْتُ الْحَدِيثَ حَتَّى أَكْثَرْتُ مِنْهُ، فَلَا أَدْرِي قَالَ: ثَلَاثِينَ أَلْفًا، - أَبُو عُبَيْدَةَ يَظُنُّ ذَلِكَ -، ثُمَّ زِدْتُ فِيهَا ثَلَاثَةَ آلَافِ حَدِيثٍ مِنْ عِنْدِي وَكَذَبْتُ فِيهَا، فَذَهَبَ النَّاسُ بِهَا عَنِّي، فَهُوَ الذَّنْبُ الَّذِي اسْتَغْفَرْتُ اللهُ مِنْهُ، وَلَا أَظُنُّ أَنْ يَغْفِرَ لِي "
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute