للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثمَّ إِن النَّاس تداعوا إِلَى السّلم على أَن يرى الْفضل من الْقَتْلَى الَّتِي فيهم أَي الْفَرِيقَيْنِ افضل على الآخر فتواعدوا عكاظا ليتعادوا الْقَتْلَى وتعاقدوا وتواثقوا ان يتموا على ذَلِك وَجعلُوا بَينهمَا موعدا يلتقون فِيهِ لذَلِك فَأبى وهب بن مُتْعب وحالف على قومه وَجعل لَا يرضى بذلك حَتَّى يدركوا ثأرهم فَقَالَ فِي ذَلِك أُميَّة بن جدعَان بن الأشكر

الْمَرْء وهب وهب آل متعبة ... مل الغوات وان يماطل يملل

يسْعَى يعوذها بجزل وقودها ... وَإِذا تعايى صلح قَوْمك فاعمل

وَهِي فِي شعره واندس وهب حَتَّى مكرت هوَازن بكنانة وهم على رَأس الصُّلْح فَبعثت خيلا عَلَيْهَا سَلمَة بن شعل البكائي وخَالِد بن هَوْذَة فيهم نَاس من بني هِلَال وَرَئِيسهمْ ربيعَة بن أبي طبان وناس من بني نصر عَلَيْهِم مَالك بن عَوْف فَأَغَارُوا على بني لَيْث بصحراء الغميم وهم غَارونَ فقاتلوهم وَجعل مَالك يُقَاتل ويرتجس وَهُوَ أَمْرَد يَوْمئِذٍ يَقُول أَمْرَد يُبْدِي حلّه شيب اللحا

وَهُوَ أول يَوْم ذكر فِيهِ مَالك بن عَوْف فقتلت بَنو مُدْلِج يَوْمئِذٍ عبيد بن عَوْف البكائي وسبيع بن أبي المؤمل من بني محَارب ثمَّ انْهَزَمت بَنو لَيْث فاستحر الْقَتْل ببني الملوح بن يعمر فَقتلُوا مِنْهُم ثَلَاثِينَ رجلا وَسَاقُوا نعما ثمَّ أَقبلُوا فعرضت لَهُم خُزَاعَة وطمعوا فيهم فقاتلوهم فَلَمَّا رَأَوْا انه لَا بُد لَهُم مِنْهُم قَالُوا عرضونا من غنيمتكم عراضة فَأَبَوا فَخلوا سبيلهم

ثمَّ إِن النَّاس تداعو إِلَى الصُّلْح ورهنوا رهانا بوفاء بديات من كَانَ لَهُ الْفضل فِي الْقَتْلَى وَتمّ الصُّلْح وَوضعت الْحَرْب أَوزَارهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>