للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَالٍ، قَالَ: وَكَانَ الرَّاهِبُ أَتَاهُ وَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: إِنَّ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ لَرَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ.

قَالَ الزُّبَيْرُ: وَحَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُؤَمَّلِيُّ، قَالَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، قَالَ: ... كَانَ أُمَيَّةُ نَائِمًا فَجَاءَهُ طَائِرَانِ، فَوَقَعَ أَحَدُهُمَا عَلَى بَابِ الْبَيْتِ، وَدَخَلَ الْآخَرُ فَشَقَّ عَنْ قَلْبِهِ ثُمَّ رَدَّهُ الطَّائِرُ، فَقَالَ لَهُ الطَّائِرُ الْآخَرُ: أَوَعَى؟ قَالَ: نَعَمْ، أزَكَى؟ قَالَ: أَبَى....

وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: ... دَخَلَ يَوْمًا أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ عَلَى أُخْتِهِ وَهِيَ تُهَيِّئُ أَدَمًا لَهَا فَأَدْرَكَهُ النَّوْمُ، فَنَامَ عَلَى سَرِيرٍ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ، فَانْشَقَّ جَانِبٌ مِنَ السَّقْفِ فِي الْبَيْتِ وَإِذَا بِطَائِرَيْنِ قَدْ وَقَعَ أَحَدُهُمَا عَلَى صَدْرِهِ وَوَقَفَ الْآخَرُ مَكَانُهُ، فَشَقَّ الْوَاقِعُ صَدْرَهُ، فَأَخْرَجَ قَلْبَهُ فَشَقَّهُ، ثُمَّ قَالَ الطَّائِرُ الْأُخَرُ لِلَّذِي عَلَى صَدْرِهِ: أَوَعَى؟ قَالَ: وَعَى، قَالَ: أَقْبِلَ؟، قَالَ: أَبَى، فَرَدَّ قَلْبَهُ فِي مَوْضِعِهِ، ثُمَّ مَضَى، فَأَتْبَعُهُمَا أُمَيَّةُ طَرْفَهُ، وَقَالَ:

لَبَّيْكُمَا لَبَّيْكُمَا ... هَا أَنَا ذَا لَدَيْكُمَا....... لَا بَرِئَ فَاعْتَذِرَ

وَلَا ذَا عَشِيرَةٍ فَأَنْتَصِرَ

، فَرَجَعَ الطَّائِرُ فَوَقَعَ عَلَى صَدْرِهِ فَشَقَّهُ حَتَّى أَخْرَجَ قَلْبَهُ فَشَقَّهُ، فَقَالَ الطَّائِرُ الْأَعْلَى: أَوَعَى؟ قَالَ: وَعَى، قَالَ: أَقَبِلَ؟ قَالَ: أَبَى، وَنَهَضَ فَأَتْبَعَهُمَا أُمَيَّةُ بَصَرَهُ، فَقَالَ:

لَبَّيْكُمَا لَبَّيْكُمَا ... هَا أَنَا ذَا لَدَيْكُمَا

، ... لَا مَالَ لِي يُغْنِينِي ... وَلَا عَشِيرَةَ تَحْمِينِي.

فَرَجَعَ الطَّائِرُ فَوَقَعَ عَلَى صَدْرِهِ فَشَقَّهُ حَتَّى أَخْرَجَ قَلْبَهُ فَشَقَّهُ، فَقَالَ الطَّائِرُ الْأَعْلَى: أَوَعَى؟ قَالَ: وَعَى، قَالَ: أَقْبِلَ؟ قَالَ: أَبَى، فَنَهَضَ فَأَتْبَعَهُمَا أُمَيَّةُ بَصَرَهُ وَقَالَ:

لَبَّيْكُمَا

<<  <  ج: ص:  >  >>