للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طُوبَى لَكَ يَا شَمْعُونُ (رَأْسَ الْجَمَاعَةِ) ، وَأَنَا أَقُولُ إِنَّكَ الْحَجَرُ، وَعَلَى هَذَا الْحَجَرِ تَبْنِي بِيعَتِي، وَكُلُّ مَا أَحْلَلْتَهُ فِي الْأَرْضِ يَكُونُ مُحَلَّلًا فِي السَّمَاءِ، وَمَا عَقَدْتَهُ عَلَى الْأَرْضِ يَكُونُ مَعْقُودًا فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ فِيهِ بِعَيْنِهِ بَعْدَ أَسْطُرٍ يَقُولُ لَهُ: اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ وَلَا تُعَارِضْ، فَإِنَّكَ جَاهِلٌ، فَكَيْفَ يَكُونُ شَيْطَانٌ جَاهِلٌ مُطَاعٌ فِي السَّمَاوَاتِ. وَفِي الْإِنْجِيلِ نَصٌّ أَنَّهُ، ((لَمْ تَلِدِ النِّسَاءُ مِثْلَ يَحْيَى))

هَذَا فِي إِنْجِيلِ مَتَّى، وَفِي إِنْجِيلِ يُوحَنَّا أَنَّ الْيَهُودَ بَعَثَتْ إِلَى يَحْيَى مَنْ يَكْشِفُ عَنْ أَمْرِهِ (مَنْ أَنْتَ) أَهُوَ الْمَسِيحُ؟ قَالَ: لَا، قَالُوا: أَتُرَاكَ إِلْيَاسُ؟ قَالَ: لَا، قَالُوا: أَنْتَ النَّبِيُّ؟ قَالَ: لَا، قَالُوا: أَخْبِرْنَا مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا صَوْتُ مُنَادٍ فِي الْمَفَاوِزِ، وَلَا يَجُوزُ لِنَبِيٍّ أَنْ يُنْكِرَ نُبُوَّتَهُ فَإِنَّهُ يَكُونُ مُخْبِرًا بِالْكَذِبِ.

وَمِنَ الْعَجَبِ أَنَّ فِي إِنْجِيلِ مَتَّى نِسْبَةَ الْمَسِيحِ إِلَى أَنَّهُ ابْنُ يُوسُفَ، ثُمَّ إِلَى إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ تِسْعَةً وَثَلَاثِينَ أَبًا، ثُمَّ نَسَبَهُ لُوقَا أَيْضًا فِي إِنْجِيلِهِ إِلَى يُوسُفَ، وَعَدَّ مِنْهُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ نَيِّفًا وَخَمْسِينَ أَبًا. فَبَيْنَا هُوَ إِلَهٌ تَامٌّ إِذْ صَيَّرُوهُ ابْنَ الْإِلَهِ ثُمَّ جَعَلُوهُ ابْنَ يُوسُفَ النَّجَّارِ.

وَالْمَقْصُودُ أَنَّ هَذَا الِاضْطِرَابَ فِي الْإِنْجِيلِ يَشْهَدُ بِأَنَّ التَّغْيِيرَ وَقَعَ فِيهِ قَطْعًا، وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، بَلِ الِاخْتِلَافُ الْكَثِيرُ الَّذِي فِيهِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ الِاخْتِلَافَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ، وَأَنْتَ إِذَا اعْتَبَرْتَ نُسَخَهُ، وَنُسَخَ التَّوْرَاةِ الَّتِي بِأَيْدِي الْيَهُودِ وَالسَّامِرَةِ

<<  <  ج: ص:  >  >>