لقد لاحظنا أثناء استعراضنا لأمهات المعاجم العربية كيف أن متأخرها نقل عن سابقها، وقد أمكن بالتالي في أغلب الأحيان إرجاع كثير من عباراتها إلى "كتاب العين"، أما من حيث ترتيب الكلمات، فإنها قد مرت بالمراحل الثلاث التي بيناها، وهي مرحلة التقليبات والقافية، والأبجدية العادية.
والآن نريد أن نسهم بدورنا في وضع الخطوط الرئيسية لمنهج صحيح، ونظام ملائم لما ينبغي أن يسير المعجم عليه مستقبلًا، وإنا لنستوحي في هذا ما ذكر سابقًا أثناء عرضنا للمعاجم، وما لاحظناه عليها من نقد في الطريق، والأسلوب بحيث لا تتكرر هذه المآخذ مرة أخرى في قاموس المستقبل، ولتحقيق هذا ينبغي أن نضع نصب أعيننا نقطًا ثلاثًا رئيسية تحتاج إلى توضيح.
١- أي نوع من الكلمات ينبغي أن يسجل.
٢- ترتيب هذه الكلمات في المعجم.
٣- شرح هذه الكلمات والمنهج الذي يتبع في ذلك.
أ- أنواع الكلمات:
لقد قرر المجمع اللغوي في مصر١ أن "الفصيح" له زمن محدد، وبذلك أبقى على تعريف القدماء في ذلك، ووافقهم في تحديد مدته التي تبدأ بالعصر الجاهلي، وتنتهي بالعصر العباسي الأول، أي إلى ما يقرب من نهاية القرن الثاني الهجري.
ويقابل الفصيح في العادة بالمعرب والمولد، فالمعرب يشمل الكلمات الأجنبية