[الباب الرابع: المرحلة الثالثة من ترتيب المعاجم مرحلة الترتيب الأبجدي العادي]
[تنظيم الأبجدية العادية]
...
[تنظيم الأبجدية العادية]
والمقصود بالأبجدية العادية هو ما نسير عليه اليوم من ترتيب. اب ت ت.... ي ونذكر لنا كتب الطبقات أن المحدثين كانوا أسبق من اللغويين في وضع الأسس الأولى لهذا الترتيب، فهذا أبو عبد الله البخاري يرتب أسماء الرواة على الأبجدية العادية، ولكنه يراعي فقط الحرف الأول من الاسم١، وهذا ابن قتيبة ايضًا يرتب كتابه "غريب الحديث" الذي جمع فيه الكلمات الصعبة في الأحاديث لشرحها -على حسب الحرف الأول أيضًا.
ولقد كانت الصلة قوية بين علوم اللغة وعلوم الحديث، فقد كانت التربية الأولى في ذلك العصر تتيح للطالب أن يدرس قدرًا لا بأس به من علوم الشريعة من حديث أوفقه، وقدرًا في علوم اللغة والبلاغة، ثم إذا اختار أن يتخصص في أحد العلوم الشرعية، فإن الفروع المختلفة من علوم اللغة تساعده على فهم النص، ومن ناحية أخرى فإن المتخصص في أحد العلوم اللغوية في حاجة إلى دراسة شيء من أدب القرآن، والحديث كذلك.
وعندما تقدم الزمن بالفئتين وظهرت المعاجم التي التزمت الأبجدية العادية التزامًا دقيقًا بمعنى أنها راعت في ترتيب الكلمات الحروف: الأول والثاني والثالث كذلك نجد أن غريب الحديث يتخذ شكل معجم بالمعنى الكامل، فظهر للزمخشري كتاب "الفائق" كما ظهر لابن الأثير كتاب "النهاية".