إن ترتيب المفردات حسب الأبجدية العادية قد التزم التزامًا كليًّا في المعاجم العربية لأول مرة حينما ألف الزمخشري كتابه أساس البلاغة في القرن السادس الهجري، ومن بين مؤلفات الزمخشري التي لها صلة بكتاب الأساس "الفائق في غريب الحديث، والكشاف في تفسير القرآن".
أما الفائق فقد جمع فيه الزمخشري مفردات الحديث التي تحتاج إلى إيضاح، ورتبها على حسب الأبجدية العادية، ليشرح معانيها.
وأما الكشاف فرغم أنه كتاب تفسير القرآن، إلا أن الفكرة البلاغية التي كانت متسلطة على الزمخشري، وهي إثبات الإعجاز للقرآن عن طريق بيان أوجه البلاغة في أسلوبه قد أدته إلى عدم الموافقة على بعض الروايات التي تثبت أن لله يدًا، ولكن لا كأيدينا أو أنه تعالى مستو على العرش حقيقة، وإنما كل أولئك، وأشباهه كان في نظره مجازًا عبر عنه بكلمة "التمثيل"، وهذا يتفق مع مذهبه المعتزلي الذي كان ينتسب إليه، وكذلك كانت فكرة المجاز والحقيقة هي الدافع الأول الذي تحكم في منهجه حين ألف الأساس.
أما كتبه الأخرى فأشهرها "المفصل"، وبعده النقاد ثاني كتاب في النحو بعد كتاب سيبويه، كذلك طرق ميدان الأدب فألف "الكلم النوابغ"، وهي حكم مسجوعة تشبه من بعض الوجوه كتب المقامات.
كتاب الأساس:
اسمه الكامل: أساس البلاغة، وليس كما يفهم من عنوانه أنه أبحاث في علوم البلاغة، ولكنه معجم لشرح المفردات العربية المختلفة، والفكرة