للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ثالثا: قاموس الفيروزبادي]

...

ثالثًا: قاموس الفيروزآبادي:

يمتاز معجم القاموس بأنه أوسع المعاجم انتشارًا، وذلك لأمرين رئيسيين:-

١- أنه مختصر خال من الشواهد ومن أسماء الرواة. ولعل الفيروزآبادي قصد بذلك أن يكون كتابه للحفظ عن ظهر قلب كما فعل أبو بكر الزبيدي في مختصره.

وقد أدرك هذا الزبيدي، فاتخذ من القاموس متنًا، ووضع له شرحه "تاج العروس".

٢- أنه حل مشكلة التصحيف والتحريف. وذلك بوساطة الرموز، والاصطلاحات التي استعملها لذلك.

وقبل ظهور ذلك المعجم كانت كلمة قاموس تعني "البحر الأعظم"، ثم انتفائه من هذا المعنى بكثرة الاستعمال لتكون مرادفًا لكلمة معجم، وذلك حيث أطلق اسم القاموس لا على كتاب الفيروزآبادي فحسب بل على صنوة من الكتب التي تعرف باسم المعاجم.

ولقد ولد الفيروزآبادي في "كزرين من بلاد الفرس عام ٧٢٩م"، وعند بلوغه الثامنة رحل إلى شيزار حيث تلقى العلوم والمعارف. ثم رغب في التوسع في المعرفة، فانتقل إلى بغداد وواسط. وكان كثير التنقل بين البلاد الإسلامية فرحل إلى مصر وسوريا، والهند ثم إلى تركيا حيث كان مؤدبًا للأمير "أبي يزيد نجل السلطان مراد". وقد ألقى عصا التسيار أخيرًا في اليمن حيث بقي فيها مدة حياته، وهناك كان له حظ الصلة بالملك الأشرف الذي تزوج ابنته.

وقد كان الفيروزآبادي على سعة تامة بالعلوم الإسلامية كلها، فكان ذا دراية بالفقه، والحديث والتفسير والتراجم إلى جانب تبحره في علوم اللغة. وقد

<<  <   >  >>