للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[كتاب العين يتحدث]

والآن وقد استعرضنا مختلف الآراء فلننتقل إلى كتاب العين نفسه ترى ماذا يقول:

لقد بدئ العين بالإسناد شأن الكتب اللغوية الأولى١، ففي الصحيفة الثانية من المخطوط نرى هذه العبارة:

"قال أبو معاذ عبد الله بن عائذ: حدثني الليث بن المطفر بن نصر بن سيار عن الخليل بجميع ما في هذا الكتاب. قال الليث: قال الخليل ... ".

وكلمة "بجميع ما في هذا الكتاب" تقطع خط الرجعة على القائلين بأن الخليل عمل أول كتاب العين فقط.

والكتاب يبدأ بمقدمة مطولة فيها ذكر مخارج الحروف التي اتخذت أساسًا لتنظيم الكتاب، وهذا التنظيم والترتيب قد اعترف الجميع بنسبته للخليل، وعلى رأس المعترفين بذلك الأزهري في كتاب التهذيب كما سبق أن بيناه. وفي ثنايا المقدمة نجد بعض القوانين الصوتية التي استنبطها الخليل من بحثه العميق في علم الأصوات اللغوية ذلك البحث التي أيدت معظمه الأبحاث الحديثة٢.

ومن بين تلك القوانين أن الرباعي والخماسي من الكلمات العربية لا بد أن يشتمل بين حروفه على أحد حروف الذلاقة المنحصرة في "ل ن ر ف ب م"، وأن هناك حالات خاصة قد ينوب فيها حرفان معينان عن أحد هذه الحروف. وفيما عدا ذلك إذا وردت أي كلمة من ذلك نخالف هذا، فليحذر من نسبتها للعربية، وقد نبه الخليل على هذا فقال لتلميذه:


١ مثلًا النوادر لابن زيد.
٢ كتب الدكتور السعران أطروحة لدرجة الدكتوراه في جامعة لندن ليبين فيها ملاحظات اللغويين العرب في علم الأصوات اللغوية التي أرجع معظمها إلى الخليل بن أحمد.

<<  <   >  >>