"فلا تقبلن من ذلك شيئًا مهما ورد عن ثقة"، وعلل سبب هذا في موضع آخر إذ قال:"فإن التحارير ربما أدخلوا على اللغة ما ليس منها إرادة اللبس والتعنت".
كما ذكر أيضًا أن اتحاد المخارج أو تقاربها قد يكون سببًا في أن تكون المادة "مهملة"، وبناء عليه فبعض المفردات التي تخالف هذا القانون إنما هي دخيلة على العربية، وقد سماها الخليل بالمولد أو المحدث.
وعندما ابتدأ الخليل في ذكر للمفردات بدأ كتابه بالعين، فذكر في مقدمة هذا الحرف أن العين، والحاء لا يجتمعان في كلمة واحدة إلا في حالة النحت مثل لفظ حيعل والحيعلة. وفي الجزء الثاني من الكتاب المبدوء بحرف القاف نجد أيضًا هذه العبارة "القاف لا تجتمع مع الكاف في كلمة واحدة".
بقى شيء هام هو تفسير عبارتي "قال الخليل أو سألت الخليل" الواردتين في ثنايا الكتاب الأمر الذي اتخذه البعض دليلًا على عدم تأليف الخليل للكتاب، ولكنا نلاحظ أن عبارة "سألت" واردة أيضًا في كثير من الكتب اللغوية الأولى فمثلًا كتاب الخيل للأصمعمي مملوء بعبارة "سألت الأصمعي"، ومع هذا لم يشك أحد في نسبة كتاب الخيل للأصمعي. وأما العبارة الأولى فهي أكثر شيوعًا بل أنها ظلت مستعملة لمدة طويلة فمثلًا الأمالي مملوء بعبارة "قال أبو علي"، وكذلك الجمهرة تحتوي جملة "وقال أبو بكر" وغير هذا كثير.
وهناك بجانب ما سبق شيء آخر يحتاج إلى تفسير وهو ورود أسماء بعض الرواة في ثنايا الكتاب مما كان مصدرًا للجدل، والمناقشة وهذه الأسماء يمكن تقسيمها إلى ثلاث مجموعات:
أ- معاصرون للخليل مثل أبي الدقيش، يونس، سيبويه، الأصمعي، أبو زيد. وأمثال هذه الأسماء من الأشياء المألوفة التي نجدها كثيرًا في كتب