للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الآراء حول كتاب العين]

وإن الخلاف حول هذه المسألة يتلخص في وجهات النظر الآتية:

أولًا: الخليل لم يؤلف كتاب العين ولا صلة له به.

ثانيًا: الخليل لم يضع نص كتاب العين ولكنه صاحب الفكرة في تأليفه.

ثالثًا: الخليل لم ينفرد بتأليف كتاب العين ولكن كان لغيره أيضًا عون في ذلك.

رابعًا- الخليل عمل من كتاب العين أصوله، ورتب أبوابه وصنف مواده ولكن غيره حشا المفردات:

خامسًا: الخليل عمل كتاب العين بمعنى أنه ألفه وروى عنه:

والآن لنعرض بالتفصيل فنوضح جميع وجهات النظر هذه لنناقش بعد ذلك القائلين بها.

الرأي الأول:

فأما الذين لم يعترفوا بكتاب العين، فيذكر لنا السيوطي بعضًا منهم يتمثل في أبي علي القالي وأستاذه أبي حاتم. واعتمد القائلون بهذا على أن الكتاب ليس له إسناد، وأنه لم يكن معروفًا لتلاميذ الخليل بعد موته، وأن اللغويين في البصرة التي نشأ فيها الخليل لم يقتبسوا من كتاب العين في كتبهم. وهذا الرأي المنسوب إلى أبي حاتم، والمزعوم أنه رأى القالي أيضًا لا يعتمد إلا على الرواية الصرفة، وهذا يدل على أصحاب الطبقات اعتمدوا كليًّا على الروايات المختلفة دون اعتبار آخر. وإلَّا فقد كان أمامهم كتاب العين ليحكموا عليه منه. وكان أمامهم معجم القالي١ ليعرفوا رأيه في العين منه٢.

الرأي الثاني:

أما من قال: إن الخليل صاحب الفكرة فقط، ولم ينكروا وجود العين كلية. فأولهم الأزهري صاحب التهذيب. ولقد افترض الأزهري هذا الفرض ثم أخذ يؤيده بمختلف الحجج التي ترضيه هو. فنجد أنه في مقدمة


١ لقد سبق أن أشرنا إلى أن القالي اعترف بتأليف الخليل للعين حين نقل عنه، وستأتي مناقشة أكثر في هذه المسألة.
٢ ولعل هذا هو ما شجع واضعي الحديث في أن يضعوا ما يشاءون على الرسول كذبا، ويخترعوا له الإسناذ الكامل مع وضوح تعارض نصوص الحديث.

<<  <   >  >>