لقد كان للقاموس حظ كبير من الشروح والتعليقات -كحظ صنوه الصحاح- إن لم يزد عنه، فقد شرحه أمير اليمن، الأشرف، كما تناول المقابلة بينه وبين الصحاح كثير من اللغويين، وكان أيضًا أن ترجم إلى الفارسية والتركية.
وسنقتصر في هذا البحث على شرح ثم على نقد للقاموس، أما الشرح فهو كتاب "التاج" للزبيدي، وأما النقد فهو "الجاسوس" للشدياق.
أما شرح الزبيدي الذي سماه "تاج العروس"، فقد ألف في القرن التاسع عشر الميلادي، ويعد بذلك آخر المعجمات المطولة التي اتبعت نظام القافية. ولقد ظهرت شخصية الزبيدي فيه إلى حد جعله يفوق مجرد شرح، أو تعليق إلى أن يصير في نظر اللغويين كتابًا مستقلًّا ومعجمًا قائمًا بنفسه.
أما مؤلفه فهو السيد محمد المرتضى الزبيدي، نسبة إلى زبيد تلك المدينة الشهرية باليمن، والتي استقر فيها الفيروزآبادي بعد تطوافه بالبلاد الإسلامية. ثم رحل الزبيدي إلى مصر، واستمر بها حتى مات عام ١٢٠٥هـ "١٨٨٤م".
ولقد أخبرنا الزبيدي في مقدمة التاج أنه اعتمد على حوالي خمسمائة مرجع لتأليف كتابه. وذكر لنا أن من بين مراجعه الرئيسية معاجم اللغويين الأول الذين كانوا معتمدًا لكل من سبقه، مثل جمهرة ابن دريد، ومجمل ابن فارس، "وصحاح الجوهري، وتهذيب الأزهري، ومحكم ابن سيده. وليس هناك من شيء يدلنا على أن الزبيدي قد رأى كتاب "العين"، ولكنه قد ذكر كثيرًا من الكتاب نقلًا من مراجعه السابقة، وعلى الأخص التهذيب والمجمل.
ولقد بدأ الزبيدي كتابه "التاج" بمقدمة طويلة تعرض فيها لبعض النظريات اللغوية وناقشها، وهذه المقدمة قد جمعت معظم ما كتب حول تلك