للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اللغة. وهذا يعني أن مؤلف الكتاب اقتبس عن هؤلاء الرواة. فكيف نفسر اقتباس الخليل هذا. وقد أجاب عن تلك النقطة الأستاذ أحمد أمين١. فاختار أن الخليل بعد أن رتب الأبواب، ونظم المواد -وكان هذا همه الأكبر أخذ يضع المفردات، أو يحشو الكتاب فاعتمد على كتيبات معاصريه أو تلاميذه.

ونضيف إلى هذا أن ذلك لا ينقص شيئًا من قدر الخليل. فلو أن أستاذًا كبيرًا في عصرنا أراد أن يؤلف كتابًا في موضوع معين، وذكر من بين مراجعه كتابًا لأحد تلاميذه الناشئين المتخصصين في فرع من فروع الموضوع أيكون في هذا حطة لقدر الأستاذ، أو استغراب في أن ينقل كبير عن صغير مسائل فرعية في موضوع ما؟ وهل هذا ينفي أن الفكرة الرئيسية للأستاذ؟

ب- رواة يتأخرون عن عصر الخليل، وقد ورد القليل من ذلك في كتاب العين. والرد على هذا يسير سهل، وهو أن الوراقين في العصور الإسلامية الأولى كانوا يضيفون إلى صلب النص ما ذكر على هامشه، أو بين أسطره من تعليقات لبعض اللغويين الذين قرءوا الكتاب اعتقادًا منهم بأن ذلك يزيد من الفائدة للقارئ العادي. وإنا لا نستغرب هذا إذا عرفنا أن كثيرًا من الكتب قد اشترك مع العين في هذه الظاهرة -خير مثال لذلك النوادر لأبي زيد، والكتاب لسيبويه.

ج- النوع الثالث من الرواة بعض الأسماء التي وردت لرواة غير مألوف الأخذ عنهم، وقد أمكن أن نعثر على أسماء: زائدة. أبو ليلى: عرام وقد رأى الأب أنستاس الكرملي أن الخليل قد انفرد بالأخذ عن بعض من الرواة الثقاة، ولكن ضياع نسخ الكتاب أول الأمر لم تجعل أسماءهم تنتشر كغيرهم. ولكن قد نرى تفسيرًا أشد قبولًا من هذا وهو أن بعضًا من هؤلاء


١ ضحى الإسلام ج٢ ص٢٧٠- ص٢٧٣.

<<  <   >  >>