للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكثيرًا ما نلحفظ التشابه الكامل بين أسلوب ابن دريد في شرح الكلمات وبين أسلوب الخليل. وكذلك الحال بالنسبة للشواهد، فالأبيات هي هي مكررة في الكتابين. وهذه ظاهرة عامة في كل كتب اللغة حيث يعتمد بعضها على بعض، ولكنا نلحظ أن ابن دريد كان أمينًا حين صرح بأنه اعتمد كثيرًا على كتاب العين، وهذا ما يجعلنا نستبعد اتهام نفطويه صديق الأزهري حين طعن على ابن دريد، ورماه بأنه سرق كتاب العين مغيرًا ترتيبه١ تحت عنوان جديد، إذ أن هذا ينطبق أيضًا إلى حد ما على اللسان، والقاموس وغيرهما من كبريات المعاجم.


١ ذكر السيوطي في المزهر ص٥٨ و ٥٨" وقال الأزهري: وقد سألت عنه "يقصد ابن دريد" إبراهيم عرفه يعني نفطويه، فلم يعبأ به ولم يوثقه في روايته، قلت: "أي السيوطي" معاذ الله، هو بريء مما رمي به ومن طالع الجمهرة رأى تحريه في روايته. ولا يقبل طعن نفطويه فيه؛ لأنه كان بينهما منافرة. قال ابن دريد يهجوه:
أحرقه الله بنصف اسمه ... وصير الباقي صراخًا عليه
وهجا نفطويه ابن دريد بقوله:
ويدعي من حمقه ... وضع كتاب الجمهرة
وهو كتاب العين إلا ... أنه قد غيره

<<  <   >  >>