للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البارع فاق كتاب العين بأربعمائة ورقة كما أن القالي ذكر فيه بعض أصول أوضح أنها مستعملة، وكان الخليل في العين قد ذكر أنها مهمله. ومن العلماء المتأخرين الذين أثنوا على البارع السيوطي حيث قال: "إن من أصح القواميس التي رأيتها بارع القالي وموهب القيانى. ولكن اللغويين المتأخرين لم يميلوا إلى استعمالهما وتركوهما إلى محكم ابن سيده، وصحاح الجوهري".

وممن التبس عليهم الأمر في شأن البارع حاجي خليفة في كشف الظنون إذ ذكر أن من بين مؤلفات القالي كتاب "البارع في غريب الحديث"، وقد أدى هذا الالتباس أن يشتبه الأمر على دائرة المعارف الإسلامية، فذكرت تحت موضوع "القالي" أن من بين مؤلفاته كتاب البارع في غريب الحديث: وزادت دائرة المعارف على هذا أن ذكرت أن هذه المخطوطة موجود بعضها في المكتبة الأهلية في باريس تحت رقم ٤٢٣٥. ولكن الواقع يخالف هذا؛ لأن هذه المخطوطة عينها قد صورت هي وقسم آخرمن البارع عثر عليه في المتحف البريطاني، وأخرجهما معًا في صورة كتاب المستشرق، فولتون أمين المكتبة الشرقية بالمتحف عام ١٩٣١م، ونستخلص من هذا أن القالي له كتاب واحد يحمل اسم البارع، ولكن ولوع صاحب كشف الظنون بكثرة تعداد الكتب أداه إلى أن يجعل هذا العنوان اسمًا لكتابين مختلفين، والواقع أيضًا أن الاسم الكامل للكتاب هو البارع في غريب اللغة العربية.

ولا يفوتنا قبل أن تترك القالي أن ننبه على أنه كان أستاذًا لأبي بكر الزبيدي الذي ألف مختصر العين، ويظهر أن بعض أصحاب الطبقات قد غفل عن هذا، فذكر ما يفيد خلاف ذلك١.


١ ذكر صديق خان في كتابه البلغة ص١٠٩ ما يأتي: روى أبو الوفا أن الزبيدي قد أخل بكتاب السين حين حذف الشواهد النافعة في مختصره، ولما رأى القالي ذلك من الزبيدي؟؟؟؟ كتابه البارع فذكر فيه ما في العين وزياده.

<<  <   >  >>