هذا أن الكرملي أضاف النسبة من عنده في صلب الكتاب دون التنبيه على ذلك في الهامش؟ سيظل الجواب القاطع غير معروف حتى نعثر على إحدى النسخ التي اعتمد عليها الكرملي، ولكن أستاذنا الجليل إبراهيم مصطفى عضو المجمع اللغوي المصري يرجح أن هذه النسبة من وضع الأب أنستاس نفسه؛ لأن اللغويين الأقدمين لم يكن يعينهم القائل للأبيات بقدر ما يعنيهم صحة الأبيات نفسها، ويعزز هذا أن شواهد سيبويه قد ذكرت دون نسبة، ثم أضاف الرواة هذه النسبة فيما بعد.
وإذ قد انتهينا من ذكر تعظيم كتاب العين، وما قيل حول مؤلفه، وكذلك من ذكر أصحاب المعاجم الذين اقتفوا أثره. نرى من الخير أن نستمر في عرض كتاب اللغويين الآخرين عرضًا موجزًا لنرى إلى أي حد افترقوا في التنظيم عن الخليل، وإن لم يفترقوا عنه في تعبيراتهم، أو أسلوبهم في الشرح.