أو العين لكان يجب أن تكون مادة فكه في منتصفه؛ لأن المعاجم التي اتبعت نظام التقليبات تتناقض أبوابها تدريجًا، فكان ينبغي أن تكون تلك المادة في أوائل الثلث الثاني من الكتاب أي بعد الجزء العشرين من العباب. إذ إن هذه المادة "فكه" تقع في صحيفة ٢٧٥ من كتاب نسخة بغداد البالغ مجموع صفحاتها ٨٠٠ صحيفة.
ونرى من هذا أن تقدير اللامع بستين جزءًا أمر مبالغ فيه، ولعلها ستة أجزاء فقط، ثم حرفت بعد ذلك إلى ستين. ومن هنا يمكن أن نفهم اختصار اللامع إلى ثلث الحجم، أو نصفه حين جعل القاموس بدلًا منه. وقد ذكر لنا في مقدمة التاج أن القاموس كتب في جزءين، في حين أن النسخة المطبوعة استغرقت ثلاثة أجزاء، ولعل هذا التعديل اقتضته السهولة العملية للطباعة فقط.
ولقد ذكر المرتضى الزبيدي أن عدد الكلمات في القاموس يبلغ ستين ألفًا، وفي الصحاح أربعين ألفًا أما في لسان العرب فتبلغ ثمانين ألفًا. وقد تشكك الشدياق في صحة هذا؛ لأنه لا يعتقد أن القاموس يبلغ مبلغ الصحاح في ذلك فكيف يزيد عنه. وقد ذكر لنا أنه أحصى المواد التي في النصف الأول من القاموس، فوجدها ٥.٤٥٠ مادة. ولكنه من ناحية أخرى لم يذكر لنا العدد المقابل في الصحاح.
وقد أخذ الشدياق على القاموس أنه حشى كتابه بالكثير من أسماء الأعلام التي عثر عليها في كتب التراجم وغيرها، وهي تشمل قوائم بأسماء اللغويين والمؤرخين والفقهاء، والأمراء والملوك وغيرهم، كما أخذ عليه أنه يفترض أن الأسماء الأعجمية مثل جبريل تخضع أيضًا لنظام تأليف الكلمات العربية، فيكون فيها من الحروف الأصلي والزائد، ونضيف إلى هذا أن الفيروزآبادي ملأ قاموسه بالكثير جدًّا من الألفاظ التي تدور حول المسائل الجنسية، ولم يشأ حين شرحها أن يتخذ أسلوب الكناية في ذلك بل استعمل الأسلوب الصريح