للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهذا بعض ما يتعلق بزوجات النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهن مبرآت، وليس معنى ذلك أنهن معصومات، فليس أحد معصوم بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وقوله: (وذرِّيَّاته المقدسين من كل رجس، فقد برئ من النفاق).

ذرية الرسول - صلى الله عليه وسلم - هم: أولاده من صلبه وكلهم ماتوا في حياته - صلى الله عليه وسلم - إلا فاطمة فُضْلى أولاد النبي - صلى الله عليه وسلم -.

ولاشك أن ذريته - صلى الله عليه وسلم - يصدق عليهم هذا الوصف وأنهم مبرؤون من الأرجاس والعيوب التي تدنس الأخلاق، ويدخل في هذا الاسم من ذرية النبي - صلى الله عليه وسلم - أولاد فاطمة - رضي الله عنه - وما تناسل منهم، فذرية الحسن والحسين كلهم من ذرية النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال الله تعالى في إبراهيم الخليل عليه السلام: ((وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ} [الأنعام: ٨٤ - ٨٦] كل هؤلاء الأنبياء الذين جاءوا متأخرين عدهم الله من ذرية إبراهيم عليه السلام.

فهكذا ما تناسل من أولاد الحسن والحسين رضي الله عنهما كلهم من ذرية النبي - صلى الله عليه وسلم -، وبهذا نحتاج إلى احتراز؛ لأن قول الطحاوي: (وذرِّيَّاته المقدسين من كل رجس) ليس على إطلاقه؛ لأن فيهم المحسن والمسيء، كما قال تعالى سبحانه وتعالى في ذرية إبراهيم: ((وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ * وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ)) [الصافات: ١١٢ - ١١٣].

وقال سبحانه وتعالى: ((وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)) [البقرة: ١٢٤] فمن ذرية إبراهيم المؤمن والكافر، فبنو إسرائيل كلهم من ذرية إبراهيم وكذلك ذرية

<<  <   >  >>