للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إسماعيل هم من ذرية إبراهيم ومنهم المؤمن والكافر، والمحسن والمسيء.

وهكذا ذرية محمد - صلى الله عليه وسلم - وهم من تناسل من ذرية الحسن والحسين فيهم العلماء والصالحون، وفيهم من هو خلاف ذلك، فليس كل من كان من ذرية الحسن والحسين ـ وهم الذين يُسمَون بالأشراف ـ يكون مبرأً، فهذه عبارة لا تُسَلَّم بهذا الإطلاق، فيجب قصرها على ذرية الرسول - صلى الله عليه وسلم - الأدنين ممن ثبت فضلهم، أما من بعدهم فهم كغيرهم من الناس معرضون، ومتنوعون.

وقوله: (فقد بريء من النفاق).

لأن بغض الصحابة والطعن فيهم، وفي أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا سيما عائشة، ورميها بما برأها الله منه؛ هو من شأن المنافقين، وقد حمل عبء الإفك رأس المنافقين عبد الله بن أُبي ((إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ)) [النور: ١١].

وأشار الشارح ابن أبي العز (١) إلى أن أصل الرفض الذي هو بغض الصحابة وتكفيرهم والغلو في علي - رضي الله عنه - وذريته أسسه المنافقون، والمؤسس الأول لمذهب الرفض هو عبد الله بن سبأ اليهودي الذي بَذَرَ بذرت الفتنة بين الناس وألبهم على عثمان - رضي الله عنه - حتى قتل، ثم سعى في فتنة أخرى وهي الغلو في علي - رضي الله عنه -.

سبحان الله العظيم! في ذلك العصر الزاهي وقرب عهد النبوة ظهر هذا المذهب الكفري، وهو تأليه علي - رضي الله عنه -، فحرق علي - رضي الله عنه - قوما أتوه فقالوا: أنت هو! فقال: من أنا؟ فقالوا: أنت ربنا! فأمر بنار فأججت فألقوا فيها. وفيهم قال علي - رضي الله عنه -:

لما رأيت الأمر أمرا منكرا ... أججت ناري ودعوت قنبرا (٢).


(١) ص ٧٣٨.
(٢) انظر: التنبيه والرد ص ٢٩، والفصل ٣/ ١٢٠، ومجموع الفتاوى ٣٥/ ١٨٥، ومنهاج السنة ١/ ٢٩، وأصل قصة التحريق في البخاري (٣٠١٧) عن ابن عباس رضي الله عنهما، وانظر فتح الباري ٦/ ١٥١.

<<  <   >  >>