للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[السورة التي يذكر فيها التحريم]

[[سورة التحريم (٦٦) : آية ٦]]

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ (٦)

قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً [٦] قال: يعني بطاعة الله واتباع السنن.

[[سورة التحريم (٦٦) : آية ٨]]

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يَوْمَ لاَ يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا وَاغْفِرْ لَنا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٨)

قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً [٨] قال: التوبة النصوح أن لا يرجع، لأنه صار من جملة الأحبة، والمحب لا يدخل في شيء لا يحبه الحبيب «١» . وقال:

علامة التائب أن لا تقله أرض ولا تظله سماء إلا هو متعلق بالعرش وصاحب العرش، حتى يفارق الدنيا، ولا أعرف في هذا الزمان أقل من التوبة، إذ ليس منا أحد أتاه ملك الموت إلا ويقول:

دعني أفعل كذا وكذا، دعني أتنفس ساعة. ثم قال: إن التائب المخلص ولو مقدار ساعة، ولو مقدار نفس واحد قبل موته، يقال له: ما أسرع ما جئت به صحيحاً، وجئنا حيث جئت.

قوله: يَوْمَ لاَ يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ [٨] قال: لا يخزيه في أمته، ولا يرد شفاعته. ولقد أوحى الله تعالى إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال: إن أحببت جعلت أمر أمتك إليك. فقال: يا رب أنت خير لهم مني. فقال الله تعالى: إذاً لا أخزيك فيهم «٢» .

قوله عزَّ وجلَّ: يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا [٨] فقال: لا يسقط الافتقار إلى الله عزَّ وجلَّ عن المؤمنين في الدنيا ولا في العقبى، هم في الجنة أشد افتقاراً إليه، وإن كانوا في دار العز والأمن والغنى لشوقهم إلى لقائه، يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا [٨] وارزقنا لقاءك، فإنه منوّر الأنوار وغاية الطلاب.

والله سبحانه وتعالى أعلم.


(١) في تفسير القرطبي ١٨/ ١٩٩ ورد أن التستري قال في تفسير هذه الآية: (هي التوبة لأهل السنة والجماعة، لأن المبتدع لا توبة له، بدليل قوله صلّى الله عليه وسلّم: أحجب الله على كل صاحب بدعة أن يتوب) .
(٢) قوت القلوب ١/ ٣٧٦.

<<  <   >  >>