للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبينه قرابة، والعقبة الأخرى: المعرفة لا يقدر العارف عليها إلا بحول الله وقوته على عتق رقبة نفسه عن الهوى،

[سورة البلد (٩٠) : الآيات ١٤ الى ١٥]

أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (١٤) يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ (١٥)

أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ [١٤] ضرورة الإيمان قواماً، لا ظلماً وطغياناً بلذة نفس الطبع.

يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ [١٥] فاليتيم هاهنا القلب، طعامه الوفاء، والمسكين العارف المتحير، فطعامه ألطافه ذا مقربة عند الله وعند الخلق ذَا مَتْرَبَةٍ [١٦] .

[سورة البلد (٩٠) : الآيات ١٧ الى ١٨]

ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (١٧) أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (١٨)

قوله تعالى: وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ [١٧] قال: يعني بالصبر على أمر الله، والتراحم بين الخلق.

وقد سئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما الإسلام؟ فقال: «الصبر والسماح. فقيل: ما الإيمان؟ فقال:

طيب الكلام وإطعام الطعام» «١» . قال سهل: وأطيب الكلام ذكر الله تعالى.

أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ [١٨] قال: يعني الميامنين على أنفسهم من أهوال ذلك اليوم، لا يحسون بدونه، كما كانوا في الدنيا حياة بحياة، وأزلية بأزلية، وسراً بسر.

والله سبحانه وتعالى أعلم.

[السورة التي يذكر فيها الشمس]

[سورة الشمس (٩١) : الآيات ٣ الى ٤]

وَالنَّهارِ إِذا جَلاَّها (٣) وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها (٤)

قوله تعالى: وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها [٣] قال: يعني نور الإيمان يجلي ظلمة الجهل، ويطفئ لهيب النار.

وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها [٤] قال: يعني الذنوب والإصرار عليها يغشى نور الإيمان، فلا يشرق في القلب، ولا يظهر أثره على الصفات، كما قال النبي صلى الله عليه وسلّم: «إن الهوى والشهوة يغلبان العلم والعقل» «٢» والبيان، لسابق القدرة من الله عزَّ وجلّ.

[سورة الشمس (٩١) : الآيات ٩ الى ١٠]

قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها (٩) وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها (١٠)

قوله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها [٩] قال: أفلح من رزق النظر في أمر معاده.

وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها [١٠] قال: خسرت نفس أغواها الله عزَّ وجلَّ، فلم تنظر في أمر معاده.

والله سبحانه وتعالى أعلم.


(١) في اعتقاد أهل السنة ٤/ ٨٤٦: (قيل للحسن: ما الإيمان؟ قال: الصبر والسماح. قال: الصبر عن محارم الله، بفرائض الله) .
(٢) تقدم الحديث في تفسير سورة البقرة، والآية (٢٦) من سورة ص، وهو من قول الحارث بن أسد في الحلية ١٠/ ٨٨.

<<  <   >  >>