[السورة التي يذكر فيها الضحى]
[سورة الضحى (٩٣) : الآيات ١ الى ٢]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالضُّحى (١) وَاللَّيْلِ إِذا سَجى (٢)
قوله تعالى: وَالضُّحى [١] قال: هو نفس الروح في الباطن.
وَاللَّيْلِ إِذا سَجى [٢] يعني نفس الطبع إذا سكن إلى نفس الروح في إدامة الذكر إلى الله تعالى.
[[سورة الضحى (٩٣) : آية ٤]]
وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى (٤)
قوله تعالى: وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى [٤] قال: ادخرت لك من المقام المحمود ومحل الشفاعة خيراً مما أعطيتك في الدنيا من النبوة والرسالة.
[سورة الضحى (٩٣) : الآيات ٦ الى ٩]
أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى (٦) وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدى (٧) وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى (٨) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (٩)
قوله تعالى: أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى [٦] قال: يعني ألم يجدك فرداً فآواك إلى أصحابك.
وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى [٧] قال: أي وجدك لا تعرف قدر نفسك فعرفك قدرك، ووجدك ضالاً عن معاني محض مودتك فسقاك من شراب مودته بكأس محبته، فهداك إلى معرفته، وخلع عليك خلع نبوته ورسالته ليدل بهما على قربه ووحدانيته. قال: وفيها وجه آخر: ووجدك نفسك نفس الطبع فقير إلى سبيل المعرفة.
وَوَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى [٨] قال: وجد نفسك حيرانة والهة إلى المعرفة بنا، فقيرة إليها، فقوى نفس روحك فأغناها بالقرآن والحكمة. وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ليس الغنى كثرة العرض، إنَّما الغنى غنى النفس» «١» .
فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ [٩] فقد ذقت طعم اليتيم. قال: ووجه آخر: فقد علمت موقع اللطف من قلب اليتيم.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
(١) مسند إسحاق بن راهويه ١/ ٣٣٢.