للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر حمل آمنة بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

قَالَ ابن إسحاق: ويزعمون فيما يَتَحَدَّثُ النَّاسُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ أُمَّهُ [١] كَانَتْ تُحَدِّثُ أَنَّهَا أُتِيَتْ حِينَ حَمَلَتْ بِهِ فَقِيلَ لَهَا إِنَّكِ قَدْ حَمَلْتِ بِسَيِّدِ هَذِهِ الأُمَّةِ، فَإِذَا وَقَعَ إِلَى الأَرْضِ فَقُولِي: أُعِيذُهُ بِالْوَاحِدِ مِنْ شَرِّ كُلِّ حَاسِدٍ، ثُمَّ سَمِّيهِ مُحَمَّدًا [٢] .

وَمِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمَّتِهِ قَالَتْ: كُنَّا نَسْمَعُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا حَمَلَتْ بِهِ أُمُّهُ آمَنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ كَانَتْ تَقُولُ: مَا شَعَرْتُ بِأَنِّي حَمَلْتُ بِهِ وَلا وَجَدْتُ لَهُ ثَقَلَةً كَمَا يَجِدُ النِّسَاءُ، إِلَّا أَنِّي أَنْكَرْتُ رَفْعَ حَيْضَتِي، وَرُبَّمَا كَانَتْ تَقُولُ: وَأَتَانِي آتٍ وَأَنَا بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ فَقَالَ:

هَلْ شَعَرْتِ أَنَّكِ حَمَلْتِ؟ فَكَأَنِّي أَقُولُ مَا أَدْرِي، فَقَالَ: إِنَّكِ قَدْ حَمَلْتِ بِسَيِّدِ هَذِهِ الأُمَّةِ وَنَبِيِّهَا، وَذَلِكَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ، الْحَدِيثَ ... وَأَمْهَلَنِي حَتَّى دَنَتْ وِلادَتِي أَتَانِي فَقَالَ: قُولِي أُعِيذُهُ بِالْوَاحِدِ. وَعَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَتْ آمِنَةُ: لَقَدْ عَلِقْتُ بِهِ فَمَا وَجَدْتُ له مشقة حتى وضعته.


[ (١) ] أي أُمِّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[ (٢) ] ولم يعرف أن أحدا قد سمي باسمه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا ثَلاثَةٌ طَمِعَ آباؤهم أن يكون ولدا لهم، وَهُمْ: مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ مُجَاشِعٍ (جَدُّ جد الفرزدق الشاعر) ومحمد بن حمران بن ربيعة ومحمد بن أحيحة الجلاح.

<<  <  ج: ص:  >  >>