للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقالَ بعضُ أصحابنا وأنشدنَاه:

توقفْ ولا تُقدِمْ على العلمِ حادِسَاً ... فحدسُ الفتى في العلمِ يُبدي المعايبا

فليسَ طلابُ العلمِ بالحدسِ مدركَاً ... ولو كانَ فهمُ المرءِ كالنجمِ ثاقبَاً

ولكنْ بترحالٍ ورحْلٍ منَ الفتى ... وانضائِهِ في الحالتينِ الركائبَا

وقضقضةُ الأوجالِ منه ضلوعَهُ ... وخلخلةِ الأهوالِ منهُ الترائبَا

وإصباحِهِ في المشرقين مشارقاً ... لِشمسيهما والمغربين مغاربَا (١)

وقالَ سعيدُ بنُ وهب في الإمامِ مالكِ بن أنسٍ:

يَأبى الجوابَ فما يراجعُ هيبةً ... والسائلونَ نواكسُ الأذقانِ

هديُ التقيِّ وعزُّ سلطانِ الهدى ... فهوَ العزيزُ وليسَ ذا سلطانِ (٢)

انتهى قولُ ابنِ خلادٍ.

وقلتُ أنا:

هذا بتعظيمِ الملوكِ العلمَ لا ... مثلَ الملوكِ بهذهِ الأزمانِ

قولُهُ: (وهذا مَذْهَبٌ ضَعِيفُ الحجَّةِ) (٣)، أي: مذهبُ مَن فَضَّلَ النزولَ.

وعبارُة ابنِ الصّلاح: ((فَكُلَّما زادُوا - أي: الرواةُ (٤) - كانَ الاجتهِادُ أكثَرَ، وكانَ الأجْرُ أكثرَ، وهذا مَذْهَبٌ ضَعِيفٌ، ضعيفُ الحجَّةِ)) (٥).


(١) المحدّث الفاصل: ٢١٢ - ٢١٣.
(٢) المحدّث الفاصل: ٢٤٧ (١٥٥)، وقد تقدم ذكر هذين البيتين.
(٣) شرح التبصرة والتذكرة ٢/ ٦٠، وهذه عبارة ابن الصلاح في " معرفة أنواع علم الحديث ": ٣٦٩.
(٤) ما بين الشارحتين عبارة توضيحية من البقاعي.
(٥) معرفة أنواع علم الحديث: ٣٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>