للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقالَ الذهبيُّ: ((إنَّ (١) ابنَ كرّامٍ ساقطُ الحديثِ على بدعتهِ)) (٢)، وقالَ ابنُ حبّانَ: ((خذِلَ حتى التقطَ منَ البراهينِ ومنَ الأحاديثِ أوهاها)) (٣)، وقالَ أبو العباسِ السَّراجُ: ((شهدتُ البخاريَّ، ودُفِعَ إليهِ كتابٌ منْ ابنِ كرّامٍ يسألهُ عنْ أحاديثَ، منها: الزهريُّ، عنْ سالمٍ، عنْ أبيهِ مرفوعاً: الإيمانُ لا يزيدُ ولا ينقصُ. فكتبَ أبو عبدِ اللهِ على ظهرِ كتابهِ: منْ حدّثَ بهذا استوجبَ الضربَ الشديدِ، والحبسَ الطويلَ))، وقالَ (٤) ابنُ حبانَ: ((جعلَ ابن كرَّام الإيمانَ قولاً بلا معرفةٍ) وقالَ ابنُ حزمٍ: ((قالَ ابنُ كرَّامٍ: الإيمانُ قولٌ باللسانِ، وإنِ اعتقدَ الكفرَ بقلبهِ فهوَ مؤمنٌ) قالَ الذهبيُّ: قلتُ: هذا منافقٌ محضٌ في الدركِ الأسفلِ منَ النَّارِ قطعَاً، فَإِيشِ ينفعُ ابنَ كرّامٍ أنْ يسميهِ مؤمناً. ومنْ بدعِ الكرّاميّةِ قولُهمْ في المعبودِ تعالى: إنَّهُ جسمٌ لا كالأجسامِ، وقدْ سجنَ بنيسابورَ لأجلِ بدعتهِ ثمانيةَ أعوامٍ (٥))).

قالَ شيخُنَا: ((وقالَ الحاكمُ: قيلَ: إنَّ /١٨٣ ب / أصلهُ منْ زَرَنْجَ (٦)، ونشأ بسجستانَ، ثمَّ دخلَ بلادَ خراسانَ، وجاورَ بمكةَ خمسَ سنينَ، ولما شاعتْ بدعتُهُ، حَبسَهُ طاهرُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ طاهرٍ، فلما أطلقوهُ توجَّه إلى الشامِ، ثمَّ رجعَ إلى نيسابورَ، فحَبسَهُ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ طاهرٍ، وطالَ حبسُهُ، فكانِ يتأهّبُ يومَ الجمعةِ، ويقولُ للسجّانِ: أتأذن؟ فيقولُ: لا. فيقولُ: اللهمَّ إنَّكَ تعلمُ أنَّ المنعَ منْ


(١) لم ترد في (ب).
(٢) ميزان الاعتدال ٤/ ٢١.
(٣) المجروحين ٢/ ٣٠١.
(٤) في (ب): ((قال)) بدون واو.
(٥) ميزان الاعتدال ٤/ ٢١.
(٦) بفتح أوله وثانيه، ونون ساكنة، وجيم: مدينة هي قصبة سجستان الكورة المعروفة. مراصد الاطلاع ٢/ ٦٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>