وقال:(من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب؛ فقد لغا، ومن لغا فلا جمعة له) .
قال أبو عبد الله رحمه الله: إنما قصرت عن أربع فجعلت ركعتين من اجل الخطبة؛ لما علم الله أن بالناس حاجة إلى الموعظة والتذكرة، فأمر قائدهم أن يقوم في كل أسبوع مرة، يجمعهم لصلاتهم، ويذكرهم بأيام الله ويعظهم؛ فاشتملت هذه الجمعة على أمر عظيم من الثواب الجزيل والفضل.
فمن ذهب يتكلم في ذلك الوقت فقد شغل قلبه عن الموعظة. وكذلك الإيماء والإشارة فيه مشغلة عن الموعظة وإن قل ودق شأنه، فهو لاغ.
وقوله:(لا جمعة له) ، أي يذهب فضل جمعته وجزيل ثوابه، لا أنها تبطل ويؤمر بالإعادة، بل صلاته جائزة، ولكنها منقوصة، وقد ذهب حظه من فضل الجمعة؛ فقد بقيت صلاته مقصورة إلى ركعتين وفاته فضل جمعته.