المحبة، والعامة نفوسهم معهم، والخيانة معهم كائنة. فالأولياء قد تنزهوا وبرئوا من الخيانة.. ألا ترى أنه قبل بين عينيه؛ وذلك أن المأخوذ بالناصية الذي قد أخذ بناصيته إلى الله.
[الإنحاء أو السجود لغير الله]
وأما قوله: " ونهى أن ينحني الرجل للرجل، أو يسجد لأحد غير الله (.
فهذا تواضع وعبادة، ولا يستحق ذلك أحد غير الله؛ لأن الإنحناء كالركوع، والركوع لله. وقد كان في الأمم قبلنا إذا لقى الرجل الرجل انحنى له، يريد بذلك أمانة. فأكرم الله عز وجل هذه الأمة بتحية أهل الجنة، وخصهم بها فجعل السلام أمانا بينهم.
حدثنا محمد بن علي الشقيقي، حدثنا أبي، حدثنا إسماعيل بن عباس، حدثنا أبو سلمة الحمصي، عن يحيى بن خالد: أن أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - قال: السلام أمان الله في الأرض.
وحدثنا الشقيقي، حدثنا أشعث بن سوار، عن كردوس بن عياش، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: السلام إسم من أسماء الله تعالى؛ فأفشوه بينكم نصحا من عند قلوبكم. معناه أن يكون في ذمة أمانك في