للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيما يحكي عن قول العدو: (وَلآَمُرَنَهُم فَلَيُغَيِرُنَّ خَلقَ الله) . وقال الله تعالى: (لاَ تَبديلَ لِخَلقِ الله) . فإذا أَذهب المغير وقاره بسواد، فهو كأنه يريد أن يعود كما كان، لحبه للشباب، وحرصه على العمر. فإنه يكره الشيب؛ لأنه علامة لإقباله على الموت ... ألا ترى أن أول من خضب بالسواد فرعون، فهو السابق على العتو.

إلا ان المجوس يحفون لحاهم، ويعفون شواربهم، يريدون بذلك التعلم والتجلد للسنين، فقال صلى الله عليه وسلم: (خالفوا المجوس؛ جزوا الشوارب، وأوفروا اللحى) . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أهل الشرك يعفون شواربهم ويحفون لحاهم، فخالفوهم فأعفوا اللحى وحفوا الشوارب) .

ففي مذهب كسرى التجلد والتجبر والعتو، وأن يكون في هيئة الغلمان والشبان. وفي مذهب محمد صلى الله عليهوسلم التواضع، والعبودية لله، والتطهير، وزينة الرجال في اللحى (وتطهرهم في قص الشارب لئلا يبقى فيه وضر الطعام) .

قال أبو عبد الله رحمه الله: فأما منيرخص في خضاب السواد من السلف فلمعنى غير هذا.

<<  <   >  >>