الله بينهم حيث قال:(اِِهبِطُوا بَعضُكُم لِبَعضٍ عَدُو) فإقامة عداوتك في شأن الحية وشأن إبليس مما يتقرب به إلى الله، فلما ابتدروا قتلها سبقتهم، فاحتال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقتلها كي يخفر ذمة إبليس، ويقيم العداوة التي نصبها الله بينهم، وينتصر إلىالحق، فإنها مالت إلى الباطل وإلى إبليس، فألقى النار على الصخرة كي تحمي فتموت غما فليس ذلك حرقا.
وكانت الحية أقيمت في الجنة لخدمة آدم عليه السلام، وكانت ذات قوام ولها عرف كأحسن من بين نابيها، حتى دخل وكلمه منها، فلعنت ولعن إبليس، وسلبت قوائمهان وجعلت تمشي على بطنها، وجعل رزقها في التراب، وقال لها إبليس: أنت في ذمتي، فلا تخافي من الذي أصابك. فكان ابن عباس - رضي الله عنه - يقول: اخفروا ذمة عدو الله. فلما لعنت تكلمت، فروى في الخبر أنه قال لها الرب تعالى: وتتكلمين أيضا، فشق لسانها حتى خرست.
حدثنا الهاشمي، حدثنا عبد الرزاق، عن عمر بن عبد الرحمن، قال: سمعت وهب بن منبه يقول: قال الله تعالى لآدم عليه السلم عندما أكل من الشجرة: ملعونة الأرض التي منها خلقت لعنة يتحول ثمارها شوكا. ولم يكن في الأرض ولا في الجنة شجرتان أفضل من الطلح والسدر، ثم قال: يا حواء، غررت عبدي؛ فإنك لا تحملين حملا إلا حملتيه كرها، فإذا أردت أن تضعي ما في بطنك أشرفت على الموت مرارا. وقال للحية: أنت الذي دخل الملعون في جوفك حتى غر عبدي؛ ملعونة أنت لعنة تتحول قوائمك في