سليمان عليه السلام، كفرت طائفة من بنى إسرائيل، فقالوا: ما أطاق سليمان هذا الملك إلا بالسحر الذى وجدنا تحت كرسيه، وقد كان الشيطان كتب أبواباً من السحر في الوقت الذى حل به ما حل، قال الله تعالى:(وَأَلقَينا عَلَى كُرسِيهِ جَسَداً ثُمّ أَنابَ) ، وهو ذلك الشيطان؛ فبرأه الله تعالى من ذلك القول الذى قالت اليهود في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:(وَاتَبَعُوا ما تَتلُوا الشَيَاطِينُ عَلَى مُلكِ سُلِيمان) ، أى اتبعت اليهود ما كتبه الشياطين في ذلك الوقت من السحر فأكفروه، قال:(وَمَا كَفَرَ سُلِيمانُ وَلَكِنَّ الشَياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِمونَ النَّاسَ السِحرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى المَلَكَينِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمارُوت) . والشياطين يعلمون الناس السحر، والملكان هاروت وماروت يعلمان الأخذة، وهو ما يفرقان بين المرء وزوجه. ثم قال:(وَما يُعلِمانِ مِن أَحَدِ حَتى يَقُولاَ إِنّما نَحنُ فِتنَةٌ فَلاَ تَكفُر فَيَتَعَلَمُونَ مِنهُما ما يُفَرِقُونَ بِهِ بَينَ المَرءِ وَزَوجِهِ) .ثم قال:(وَلَقَد عَلِموا لَمَن اِشتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الأخِرَةِ مِن خَلاق) .لأنه اشترى الشرك؛ فلم يبق له في الآخرة نصيب.
فأعطى هذا شهوته ومناه من الدنيا، التى آثرها، واختارها، وتعجلها. وأعطى الموحد الصابر على توحيده شهوته ومناه من الآخرة التى آثرها.. قال الله عزوجل: (إِنّى جَزَيتُهُمُ اليَومَ بِمَا صَبَرُوا أَنّهُم هُمُ