للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعد ذَلِكَ ولا يعرف بَيْنَ حكماء يونان إِلاَّ بالفيثاغوري.

فسطون العددي وبعهم يجعل موضع الفاء قافاً حكيم يوناني فِي آخر مملكة يونان وَكَانَ ذا يد باسطة فِي نوعي العدد والمساحة وَلَهُ فِي ذَلِكَ مصنفات مشهورة بَيْنَ أظهر أهل الشأن وَكَانَ فِي ومن بطليموس يدلس الملك المعروف بمحب الحكمة وكتابه معروف عند العجم بكتاب فسطون فِي الحساب إِلَى قلاوبطرة الملكة ولها القانون المنسوب إِلَيْهَا المختصر وهو قانون مبسوط سهل قريب المأخذ والمنفعة ويقال أنه من تصنيف فسطون لَهَا وتحلها إياه فادعته والله أعلم.

فورون اللَّذِي هَذَا فيلسوف من فلاسفة يونان وَكَانَتْ حكمته هي الحكمة الأولى الَّتِي لَمْ يستقر أساسها وَكَانَ صاحب فرقة وَلَهُ جمع يتعلمون من الفلسفة الأولى الطبيعية الَّتِي كَانَ يذهب إِلَيْهَا فيثاغورس وثالس الملطي وعوام الطلبة من اليونانيين والمصريين وَكَانَتْ هَذِهِ الفلسفة شائعة من يونان إِلَى قبل زمن أرسطوطاليس بمائة سنة ذكر هَذَا أرسطوطاليس فِي كتابه فِي الحيوان فقال لما كَانَ منذ مائة سنة وذلك منذ زمن سقراط مال الناس عن الفلسفة الطبيعية إِلَى الفلسفة المدنية والفلسفة المدنية هي فلسفة سقراط وأفلاطون وأرسطوطاليس وَقَدْ صنف أناس من المتأخرين كتباً عَلَى مذهب فيثاغورس وأشياعه وانتصروا بِهَا للفلسفة الطبيعية القديمة وممن صنف فِي ذَلِكَ محمد بن زكريا الرازي لأنه كَانَ شديد الانحراف عن أرسطوطاليس لرأي ضعيف كَانَ يراه سأذكره فِي ترجمته إِن شاء الله تعالى وفرقة فورون هَذَا يعرفون بأصحاب اللذة لأنهم كانوا يرون أن الغرض المقصود إِلَيْهِ فِي تعلم الفلسفة اللذة التابعة لمعرفتها وهم من جملة الفرق السبع الذين ذكرنا أسباب ألقابهم فِي ترجمة أفلاطون.

فنون الإسكندري وأحد علماء مصر فِي الزمن الأول من أهل الإسكندرية إمام فِي علم الرياضة قيم بعلم الأفلاك وحركات النجوم وهو صاحب الكتابين الجليلين فِي فنها أحدهما. كتاب القانون فإنه اختصر فِي تعديل الكواكب ومؤامرة تقويمها عَلَى رأي بطليموس فِي كتاب المجسطي وزاد فِيهِ حساب حركة إقبال الفلك وإدباره عَلَى رأي صاحب الطلسمات. والكتاب الآخر كتاب الأفلاك وذكر فِيهِ هيئة الفلك وعدد الأفلاك وكمية حركات الكواكب ذكرا

<<  <   >  >>