للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإرادية والشرايين آلة لجريان الروح والقوى الحيوانية والأوردة آلة لجريان الدم والقوى الطبيعية والتعديد والقسمة الصحيحة هي الَّتِي قسمها أرسطوطاليس إِلَى البسيطة والمركبة والمتشابهة وغير المتشابهة لَمْ يجز لَنَا أن نتسرع إِلَى الرد عَلَيْهِ لأنا إِذَا نظرنا أدانا النظر إِلَى أنه فعل ذَلِكَ لأن شأنه أن يشتق للأمراض أسماء منها لأن الأعضاء المتشابهة تمرض أمراضاً بسيطة ومركبة والدليل عَلَى أنه لَمْ يخف عَلَيْهِ أن العرق آلة لجريان الدم عدد السدة فِي الأمراض الآلية وإذا رأينا أرسطوطاليس يبين فِي كتاب السماء أن طبيعة الكواكب خامسة وأنها غير كائنة ولا فاسدة ورأيناه فِي كتاب الحيوان يظهر من قوله أن طبيعة المر من الاسطقسات الأربعة لَمْ يجز أن تتسرع وتقول أنه ناقض نفسه أَوْ نسي رأيه ومذهبه وكذلك إِذَا رأيناه يتكلم فِي بقاء العقل الهيولاني كلاماً يناقض كلامه فيما بعد الطبيعة وجب علينا أن نعلم أن فعله بوجهين اثنين لا ينظر واحد لأنه هو الَّذِي علمنا شروط النقيض وإذا رأينا أرسطوطاليس يعتقد فِي الريح أنها حارة يابسة ثُمَّ يأخذ فِي قسمتها إِلَى الحارة والباردة وجب علينا أن نعلم أن قسمته بحسب الجهات والنواحي وإن كَانَتْ مادتها حارة يابسة إِلاَّ أنها إِذَا هبت من الطريقة المحترقة وأوردت هَذَا لأنه بلغني أن فِي نفسه من هَذِهِ المسألة شبهة فآثرت زوالها وَمَا يجب لَنَا ولا يبلغ قدرتنا إِذَا رأينا أرسطوطاليس يعطينا قانوناً فِي النتيجة ويقول أنها تتبع فِي الكم الصغرى وَفِي الكيف الكبرى ثُمَّ نراه ينتج الضرب الَّذِي من كبرى ضرورية وصغرى ممكنة نتيجة ممكنة أن نسيء الظن بِهِ ونقول أنه نقض قانونه وخالف رأيه وجعل النتيجة غير المطلب وأوردها تتبع فِي الكيف الصغرى لكنا تبحث فإنا نعلم حسن هَذَا الفعل منه ومن هَذَا الفصل فيما ظن الشيخ بأناس يجرون فِي العالم مجرى الأنجم الزهر أبصارنا عند بصائرهم تجري مجرى الخفاش عند عيون العقبان فِي ضوء النهار لا سيما المؤيد حنين بن إسحاق الَّذِي منح الله البشر علوم القدماء عَلَى يده فالعقول فِي ضيافته إِلَى اليوم يمتارون من فضله ويعيشون فِي بره ويحسب هَذَا لَمْ أوثر للشيخ أن يدفع العيان ويخرق ويكذب بما شهدت بِهِ الأذهان وصدق بِهِ البرهان من فضله ونور مطارح شعاعه ففي فعله هَذَا نخاز كثيرة منها نقض ميثاق بقراط صاحب الصناعة الَّذِي عهده إِلَى الأطباء ووصى

فِيهِ بإكرام العلماء ومنها التظاهر بكفر النعمة وجحود الصنيعة لمن لولاه لما فهم أحد ولا فهم الشيخ من الطب لفظة واحدة ومنها أن المعلم أب روحاني وما كنت

<<  <   >  >>