محمد بن الفضل الجرجرائي أبو جعفر الكاتب. كان يكتب للفضل ابن مروان ثم وزر للمتوكل وهو شيخ ظريف حسن الأدب عالم بالغناء توفي سنة خمسين ومائتين وقد نيف على الثمانين. وله مع إسحاق الموصلي أخبار ومكاتبات. ومنها قوله وقد اعتذر إليه من تقصير كان منه في لقائه:
خل أتى ذنباً إليّ وإنني ... لشريكه في الذنب إن لم أغفر
فمحا بإحسان إساءة فعله ... وأزال بالمعروف قبح المنكر
وله يقول لبعض كتابه:
تعجل إذا ما كان أمن وغبطة ... وأبط إذا ما استعرض الخوف والهرج
ولا تيأسن من فرجة أن تنالها ... لعل الذي ترجوه من حيث لا ترجو
وله يقول لنجاح بن سلمة:
إن من الإخوان من وده ... على ديمومة تلمع
يخاله الظمآن ماءً ولا ... ماء به من ظمأ ينقع
وأنت منهم غير شك فما ... ترجع عن غي ولا تقلع
محمد بن غياث الكاتب. له رسائل حسان وكان يألف أحمد بن الخصيب قبل وزارته فلما وزر أحمد أحسن إليه فامتدحه بشعر منه:
هذا الوزير أبو العباس قد نجمت ... به المكارم واستعلت به الرتب
سموه أحمد فالإسلام يحمده ... والدهر كاسم أبيه ممرع خصب
فلا فضائل إلا منه أولها ... ولا مواهب إلا دون ما يهب
وله في شجاع بن القاسم كاتب أو تامش لما قتل:
فقد الخير حين ولى شجاع ... وأزيلت بفقده الأطماع
قيل أودى بقتله العي والجه؟ ... ل مقال تمجه الأسماع
ولخير عندي من العاقل المو ... رد ما ظن جاهل يفاع
وله في جعفر بن محمود لما صرف عن وزارة المعتز:
في غير أمن الله يا جعفر ... زلت فزال الخوف والمنكر
بلغت أمراً لست أهلاً له ... باعك عما دونه يقصر
كنت كثوب زانه طيه ... حيناً فأبدى عيبه المنشر
ما ينفع المنظر من جاهل ... بأمره ليس له مخبر
ومدح في هذه الأبيات عيسى بن فرخانشاه لأنه وزر بعد جعفر للمعتز.