إليك» وتسكت بعد المد وكذا «وما أنزل من قبلك وبالآخرة» بالسكت أيضا فيخرج أوجه حمزة والله أعلم، وتم أوجه الخلاف من كتابنا هذا، وقس على ذلك، وليكن لك من نفسك نظر وحسن تدبير ومعرفة قوله:(مختصرا) أي بما تعطفه كما مثلنا به وبيناه قوله: (مستوعبا) أي الأوجه كلها من غير إخلال قوله:
(مرتبا) أي لا بد من مراعاة الترتيب إما بالأسماء كما رتبه صاحب كتابه الذي يحفظه أو يقرأ به أو يقدم أصحاب المد الطويل ثم الذي يلونهم كذلك حتى القصر، أو يقدم القصر أولا ثم ما وافقه كذلك حتى المد الطويل، وإن كان التزم أن يبدأ بوجه من وقف عليه فيتبعه بما يناسبه عطفا كما مثلنا به. قال في النشر:
والذي أخذته عن شيوخي بمصر والشام وغيرهما الابتداء لورش من طريق الأزرق ثم الأصبهاني ثم قالون ثم أبي جعفر ثم كثير ثم أبي عمرو ثم يعقوب ثم ابن عامر ثم عاصم ثم حمزة ثم الكسائي ثم خلف، وهذا أخذته غالبا؛ وفائدة الترتيب أن يكون علما بما قرئ وما لم يقرأ فلا يفوته شيء.
وليلزم الوقار والتّأدّبا ... عند الشّيوخ إن يرد أن ينجبا
هذا مما آكد الواجبات، وهو السكون والوقار في مجلس القرآن وبين يدي الشيوخ، وسلوك الأدب معهم، وحفظ حرمتهم في الغيبة والحضور، ولينظرهم بعين الكمال، وإن رأى من أحدهم ما ينكره فليخرج له تأويلا حسنا، فلا يعجز عن ذلك إلا محروم قليل التوفيق وعديمه؛ ولقد كان بعض السلف إذا ذهب إلى شيخه يقول اللهم أخف عيب معلمي عني فلا تذهب بركة علمه مني، وهذه طريقة من يريد الفلاح والانتفاع.
وبعد إتمام الأصول نشرع ... في الفرش والله إليه نضرع
أي بعد إتمام أصول القراءات أو أصول القراء، وإنما أطلق أئمة القراء على الأبواب أصولا لأنها يكثر دورها ويطرد ويدخل في حكم الواحد منها الجميع، وإذا ذكر فيها حرف ولم يقيد يدخل تحته كل ما كان مثله؛ بخلاف الفرش فإنه إذا ذكر فيه حرف فإنه لا يتعدى أول حرف من تلك السورة إلا بدليل أو إشارة أو نحو ذلك مثل أن يذكر مع ذلك الحرف حروفا أخرى يشملها ترجمة أو نحو ذلك مما يشابه الأصول، فيلتحق به قوله:(نشرع): أي نأخذ وندخل؛ يقال شرعت