وملء الأصبهاني مع عيسى اختلف ... واسأل (روى)(د) م كيف جا القران (د) ف
وأما «ملء» وهو في آل عمران، واختلف في نقله عن الأصبهاني وعيسى عن وردان فيصير فيها إذا وصلت بالأرض أربعة أوجه: النقل فيهما أحد وجهى الأصبهاني، والنقل في الأرض فقط للأزرق والوجه الثاني للأصبهاني، والنقل في ملء دون الأرض أحد وجهي عيسى، وعدم النقل فيهما وهو الثاني عن عيسى وبه قرأ الباقون وسيأتي بيان السكت، ووقف حمزة في ذلك كله قوله:(واسأل الخ) أي واسأل إذا كان أمرا كيف جاء؛ يعني بالواو وبالفاء وبلفظ الإفراد وبالجمع نحو «وأسألهم عن القرية، فاسأل به، فاسألوا أهل الذكر، فاسألوهم» قرأ بالنقل الكسائي وخلف وابن كثير، ولفظ به مهموزا احتراز من «سلهم أيهم» فإنه لا خلاف في أنه بغير همز إما اعتداد بالعارض أو على لغة سال يسأل بالألف، وقوله القران دف: أي قرأ ابن كثير القرآن كيف جاء معرفا أو منكرا باللام أو غيرها نحو «فيه القرآن، فاتبع قرآنه، قرآنا عربيا» والدف: ما يتدفى به مما يقي البرد وأصله الهمزة ولكن نقل حركة الهمزة ونوى الوقف كقراءة حمزة كما سيأتي.
[باب السكت على الساكن قبل الهمزة وغيره]
تقدم بيان السكت في آخر الديباجة فأغنى عن إعادته ولذا أتى باللام العهدية، وأخره عن باب النقل لأن القصد به تحقيق الهمزة لا تخفيفه ليناسب النقل قبله، وقدمه على وقف حمزة لعمومه، ولأن زمنه دون زمن الوقف ولأنه يكون وصلا في الوسط والوقف يكون آخر فناسب تأخيره.
والسّكت عن حمزة في شيء وأل ... والبعض معهما له فيما انفصل
أي المذكور فيما تقدم: وهو قطع الصوت زمنا هو أقل من زمن الوقف عادة من غير تنفس، وفيه عن حمزة سبعة مذاهب: الأول السكت على شيء ولام التعريف فقط، وهذا مذهب ابن شريح وابن غلبون وابن بليمة وأحد الوجهين في التيسير والشاطبية قوله:(والبعض الخ) وبعض القراء روى عن حمزة مع السكت على شيء ولام التعريف السكت في المنفصل، وهو ما كان من كلمتين نحو «قد أفلح، قل أوحى، قل إي وربى» غير الممدود، وهذا مذهب صاحب العنوان وشيخه وصاحب التجريد من قراءته على الفارسي وطريق بن أحمد عن خلف عنه كما في التيسير والشاطبية، وهذا هو المذهب الثاني عن حمزة.