يعني قوله تعالى «أرجئه وأخاه» في الأعراف والشعراء فقرأه بهمزة ساكنة ابن عامر وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وقصرها أبو عمرو ويعقوب وقالون وابن
ذكوان، واختلف عن عيسى وهشام، وأسكنها حمزة وعاصم، وضمها هشام وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب، وكسرها الباقون وهم ورش وابن ذكوان والكسائي وخلف وابن جماز وعيسى في أحد وجهيه، وأشبع حركتها مع الضم ابن كثير وهشام في وجهه والثاني، وأشبعها مع الكسر ورش والكسائي وخلف وابن جماز وكذا عيسى بخلاف عنه فيكون لهم فيها ست قراءات: الأولى بالهمز وضم الهاء من غير إشباع لأبي عمرو ويعقوب وهشام في أحد وجهيه، الثانية كذلك مع الصلة بواو لابن كثير ولهشام في الوجه الثاني، الثالثة كذلك: أي بالهمز مع كسر الهاء من غير صلة لابن ذكوان، الرابعة بغير همز مع إسكان الهاء لحمزة وعاصم، الخامسة كذلك مع كسر الهاء مقصورة لقالون وعيسى في أحد وجهيه، السادسة كذلك مع الصلة للباقين وهم ورش والكسائي وخلف وابن جماز ولعيسى في وجهه الآخر، ويبقى لشعبه وجه آخر مع ما تقدم له عن عاصم وهو الهمز وضم الهاء من غير صلة كالبصريين؛ فاعلم ذلك وتفطن له فإنه موضع يحتاج إلى الإمعان وقد أحسن فيه الناظم غاية الإحسان شكر الله سعيه وأثابه بفضله الجنان.
وأسكنن (ف) ز (ن) ل وضمّ الكسر (ل) ى ... (حقّ) وعن شعبة كالبصر انقل
تقدم شرحه في البيت قبل.
[باب المد والقصر]
هو زيادة مطّ في حروف المد ولا يكون إلا لسبب، والسبب إما لفظى وهو همز أو سكون، وإما معنوي وهو قصد المبالغة في النفي كما سيأتي مفصلا. ولما انقضى الكلام على هاء الكناية أتبعه بالكلام على المد والقصر للترتيب الخلافي ولم يعتبر إمالة هدى لأنها تعرض وقفا فأخرها لما يصح في الحالتين ولا اعتبر «هم يؤمنون» إذ كان تأخيره لما هو أشبه أولى من ذكر أنواع الهمز على حدة.
إن حرف مدّ قبل همز طوّلا ... (ج) د (ف) دو (م) ز خلفا وعن باقي الملا
حرف المد هو الألف والواو الساكنة المضموم ما قبلها والياء الساكنة