أربعة مواضع: اثنان في الحجر وواحد في النمل وآخر في القمر، ووجه إظهاره توالى الإعلال عليه من حيث إن أصله أهل فقلبت الهاء همزة، ثم أبدلت ألفا ثم تدغم فيكون ثلاث إعلالات، وقيل لقلة حروفه وهو منتقض بإدغام «لك كيدا» وهو أقل حروفا منه. واختلف عنهم أيضا في إدغام التاء من قوله تعالى:«لقد جئت شيئا فريا» في سورة مريم، ووجه إظهاره كونه تاء مضمر، ووجه إدغامه دون إدغام «جئت شيئا» في الكهف أنه مكسور والفتحة أخف من الكسرة فأدغم تخفيفا، فإن قيل فلم لم يدغم «كنت ترابا» مع ضمه والضم أثقل من الكسرة، قيل منع ذلك إخفاء النون قبله وذلك وحده مانع فاجتمع فيه مانعان.
أي كالخلاف في اللائي يعني قوله:«واللآئي يئسن من المحيض» وهو في الطلاق، اختلف في إظهاره وإدغامه على وجه قراءة أبي عمرو بإبدال الهمزة ياء كما بين ذلك في النشر قوله:(لا يحزنك) يعني قوله تعالى: «فلا يحزنك كفره» اتفقوا على إظهاره من أجل إخفاء النون قبله، وهذا هو المانع الرابع الذي تقدّمت إشارتنا إليه، وأما «فلا يحزنك قولهم» فيدخل إظهاره تحت مانع كونه بعد ساكن قوله: (وكلم) يعني لما فرغ من ذكر المثلين انتقل إلى ذكر إدغام المتجانسين والمتقاربين، فقال وكلم: أي وحروف كلم رض الخ، وهو ستة عشر حرفا في الخمس كلمات المذكورات تدغم في مجانسها ومقاربها على ما يأتي تفصيله، وأما قوله رض فمن الرياضة وهي التهذيب.
تدغم في جنس وقرب فصّلا ... فالرّاء في اللّام وهي في الرّاء لا
أي حروف هذه الكلم تدغم فيما جانسها وفيما قاربها وفصلا: أي بين. ثم أخذ في تفصيل ذلك فبدأ بالراء لأنها المبدوء بها في الكلام فبدأ بها فقال فالراء الخ: أي فالراء تدغم في اللام وهي أي واللام أيضا تدغم في الراء بشرط أن لا تكون واحدة منهما مفتوحة بعد ساكن كما سيأتي في البيت الآتي، ومثال الراء في اللام «أطهر لكم»، ومثال اللام في الراء «أنزل ربكم» قوله: (لا) أي إلا أن تكون كل من اللام والراء مفتوحا بعد ساكن.
إن فتحا عن ساكن لا قال ثم ... لا عن سكون فيهما النّون ادّغم