والمدّ قبل الفتح والكسر (ح) جر ... (ب) ن (ث) ق (ل) هـ الخلف وقبل الضّمّ (ث) ر
المراد بالمد بين الهمزتين: هو إدخال ألف بينهما، وقبل الفتح والكسر أي قبل الهمزة المفتوحة المكسورة، نحو «ء أنذرتهم، وأئنكم»
والحاصل أنه لما فرغ من الكلام على حكم الهمزتين تسهيلا وتحقيقا وما اختلف فيه إخبارا واستفهاما شرع في الكلام على الفصل بينهما بحرف المد وعدمه؛ فقرأ أبو عمرو وقالون وأبو جعفر وهشام في أحد وجهيه بالمد بين الهمزتين حالة الفتح والكسر، والباقون بغير مد بينهما وكلهم على أصلهم في التسهيل والتحقيق؛ فتحصل في النوعين للقراء أربعة أوجه: الأول التسهيل مع المد لأبي عمرو وقالون وأبي جعفر وأحد الأوجه لهشام قبل الفتح. والثاني التسهيل مع عدمه لابن كثير ورويس وورش بكماله قبل الكسر، لكن قبل الفتح له المد من طريق الأصبهاني وأحد وجهي الأزرق. الثالث المد مع التحقيق أحد أوجه هشام قبل الفتح وأحد وجهيه قبل الكسر. الرابع التحقيق مع عدمه للباقين ولهشام في الوجه الثالث قبل الفتح، وفي الثاني قبل الكسر، وقد استثنى من المكسور بعضهم له المكرر من الاستفهامين وسبعة مواضع «أئنكم، أئن» في سورة الأعراف «أئذا» في مريم «أئن» في الشعراء «أئنك، أئفكا» في الصافات «أئنكم» في فصلت فمدوه قولا واحدا وهو مذهب ابن غلبون عنه من طريق الحلواني، ويجيء في المفتوحتين وجه خامس وهو إبدالها ألفا لورش من طريق الأزرق في الوجه الثاني كما تقدم قوله:(وقبل الضم) أي وفصل بين الهمزتين قبل الضم أبو جعفر بلا خلاف وأبو عمرو وقالون وهشام بخلاف؛ عنهم فيجيء في هذا النوع للقراء أربعة أوجه: المد مع التسهيل لأبي جعفر وأحد الوجهين عن أبي عمرو وقالون، وعدمه مع التسهيل لابن كثير وورش ورويس وأبي عمرو وقالون في الوجه الثاني عنهما، والمد مع التحقيق لهشام في أحد وجهيه وعدمه مع عدم التحقيق له في الوجه الثاني وللباقين، وطريق التفصيل عن هشام يتداخل لفظا.
يعني بالتحقيق والقصر رواية شعبة عن عاصم قوله:(وغيره) أي الأول يعني حرف صاد والقمر يقرءونه بالمد والتسهيل كأبي جعفر وهو مذهب أبي الحسن بن غلبون وغيره، تقدم شرحه في البيت قبله.