«في النبيء» لأنه يقرأ بهمز النبي على أصل نافع فلا تجتمع الهمزتان فيه إلا على قراءته، وإنما قال: «اصطفى، ليفهم أن فيه وجها غير مختار وهو التسهيل على ما تقدم من أصلهما، وذكر النبيء في هذا الباب لقالون متعين، وقد ذكره الشاطبي في سورة البقرة في الفرش عند ذكر النبيين فأوهم أنه يقرأ بالإدغام في حالة الوصل والوقف كالجماعة وليس كذلك، بل إنما يقرأ بالإدغام حالة الوصل لاجتماع الهمزتين فإذا وقف وقف بالهمز على أصله.
وسهّل الأخرى رويس قنبل ... ورش وثامن وقيل تبدل
لما فرغ من الكلام على الهمزة الأولى من المتفقتين شرع في الكلام على الهمزة الثانية منهما فذكره أنه قرأها بالتسهيل رويس وقنبل وورش وأبو جعفر ووجه قنبل
ورويس المتقدم وهو إسقاط الأولى بخلاف، فعلم الثاني لهما هنا.
مدّا (زكا (جو) دا وعنه هؤلا ... إن والبغا إن كسر ياء أبدلا
أي حرف مد خالصا، ففي حالة الفتح ألفا، وفي الضم واوا، وفي الكسر ياء، وهذا وجه ثالث لقنبل وثان لورش من طريق الأزرق قوله:(زكا) أي نما وكثر قوله: (جوادا) أي كرما قوله: (وعنه) أي عن ورش من طريق الأزرق قوله:
(هؤلا) يريد قوله تعالى «هؤلاء إن كنتم صادقين» في البقرة، وقوله تعالى «على البغاء إن أردن» في النور، وقوله كسر ياء نصب على أنه مفعول أبدلا والإبدال هذا وجه ثالث للأزرق في هذين الموضعين، وهو إبدال الثانية يا مكسورة، وقوله أبدلا أمر للقارئ: أي أبدل أنت أيها القارئ.
وعند الاختلاف الاخرى سهّلن ... (حرم)(ح) وى (غ) نا ومثل السّوء إن
لما فرغ من الهمزتين المتفقتين في أقسامهما الثلاثة أخذ في الكلام على المختلفتين في أقسامهما الخمسة الواقعة كما تقدم، فقرأ بتسهيل الهمزة الثانية منهما المدنيان وابن كثير وأبو عمرو ورويس، ثم بين كيفية تسهيلها فقال: ومثل السوء إن إلى آخر البيت؛ يعني إذا وقعت الهمزة الأولى منهما مضمومة والثانية مكسورة مثل (السوء إن، ويشاء إن، والشهداء إذا» فقد اختلف عن هؤلاء المذكورين في تسهيل الثانية منهما، فمنهم من جعل مبدلة واوا خالصة ومنهم من جعلها كالياء بين بين.